خاص| DeepSeek تهديد أم فرصة للأسواق الناشئة؟ خبراء اقتصاد يجيبون – خليجي نيوز
تواجه أسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، واحدة من أسوأ موجات الانخفاض في قيمتها السوقية؛ بعد تكبد خمس شركات تكنولوجيا خسائر تقدر بنحو 900 مليار دولار خلال يوم واحد.
ويأتي هذا الانخفاض المذهل مع تأثير المخاوف المتعلقة بالتطورات الأخيرة بمجال الذكاء الاصطناعي كثيرًا في معنويات المستثمرين، مع بزوغ تطبيق “ديب سيك” الصيني المنافس لـ”شات جي بي تي” .
أسهم التكنولوجيا المتهاوية بسبب DeepSeek
في طليعة تلك الخسائر، تراجعت أسهم شركة “إنفيديا”، المعروفة بتفوقها في مجال تصنيع وحدات معالجة الرسوميات، بنحو 600 مليار دولار؛ ما أدى إلى تراجعها إلى المركز الثالث عالميًا من حيث القيمة السوقية.
وقد ساهمت المخاوف بشأن شركة DeepSeek الصينية الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي في هذه الخسائر؛ حيث أثار إصدار نموذج أرخص للذكاء الاصطناعي قلق المستثمرين ودفعهم إلى بيع الأسهم.
كما عانت شركة Alphabet، المالكة لـ”جوجل”، من خسائر تقدر بنحو 100 مليار دولار من قيمتها السوقية؛ ما يعكس التوجه العام نحو عمليات البيع في السوق.
في هذا السياق، انخفضت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي بصورة حادة خلال تداولات يوم الاثنين. حيث تراجعت أسهم “إنفيديا”، بنسبة 15%. في حين خسرت “مايكروسوفت” نحو 7% و”بلانتير” نحو 8%.
إضافةً إلى ذلك، تأثرت شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى مثل أمازون وMeta Platforms؛ حيث تراجعت أسهمها بأكثر من 4% لكل منهما. كما شهدت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى؛ مثل Micron وArm Holdings انخفاضات كبيرة، التي تراجعت بأكثر من 8% و9% على التوالي.
أسباب انهيار أسهم التكنولوجيا
وفي هذا السياق، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر؛ مدير مركز الغد للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية، إلى مجموعة أسباب أدت إلى هذه الخسائر وتأثيراتها المحتملة في الاقتصاد الأمريكي.
وأوضح الدكتور “خضر” أن المنافسة المتزايدة من الشركات الناشئة؛ مثل شركة DeepSeek الصينية التي تقدم نماذج ذكاء اصطناعي بأسعار أقل، تلعب دورًا مهمًا في زعزعة استقرار السوق.
ولفت إلى أن هذه المنافسة تؤدي إلى تراجع الثقة في النمو المستدام للشركات الكبرى. خاصة بعد صدور تقارير تشير إلى تباطؤ الطلب على منتجاتها.
وأضاف أن التغيرات الاقتصادية، بما في ذلك التضخم وارتفاع أسعار الفائدة تسهم في تقويض قدرة الشركات على النمو وزيادة استثماراتها.
كما يصاحب هذا التحدي تطورات تقنية سريعة في الصين؛ ما يؤدي إلى تقادم بعض المنتجات والخدمات. ويخلق حالة من عدم الاستقرار في السوق.
التوترات الجيوسياسية عامل كبير
كما لفت الدكتور “خضر” إلى التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين والتي تؤثر على العلاقات التجارية؛ ما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق الأمريكي. وتظهر التأثيرات واضحة على الأسواق المالية. حيث تؤدي الخسائر إلى انخفاض قيمة الأسهم. وهذا يؤثر سلبًا في استثمارات الأفراد وصناديق التقاعد. كما يقلل من الثقة في الاقتصاد بشكل عام.
وفيما يتعلق بالابتكار، أشار الدكتور “خضر” إلى أن تراجع قيم الشركات يؤثر في قدرتها على تمويل الأبحاث والتطوير؛ ما يعيق التقدم والابتكار في مجال التكنولوجيا.
هذا بالإضافة إلى التأثيرات السلبية المحتملة على التوظيف، في حين قد تضطر الشركات التي تعاني من خسائر إلى تقليل عدد موظفيها أو تأجيل التوظيف الجديد.
أخيرًا، أكد الدكتور “خضر” أن تراجع الثروة الناتجة عن انخفاض الأسهم قد يؤدي إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي؛ ما يؤثر في الاقتصاد الكلي. كما أن الخسائر المستمرة قد تؤدي إلى تآكل الثقة العامة في الاقتصاد. وهذا يعيق الاستثمارات الجديدة ويزيد المخاوف بشأن المستقبل الاقتصادي.
عودة شبح الحرب التجارية
في هذا السياق، حذرت محلل أسواق المال؛ الدكتورة حنان رمسيس، من عودة شبح الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس دونالد ترامب، في ولايته الأولى، كانت تستهدف إعاقة التقدم الصيني في مجال التكنولوجيا.
وأكدت أن النجاح الصيني الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي قد يزيد حدة التوترات التجارية بين البلدين.
كما أن التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي له آثار بعيدة المدى في الاقتصاد العالمي. فمن المتوقع أن تشهد الأسواق المالية المزيد من التقلبات، وأن تتأثر سلاسل الإمداد العالمية بقوة. كما أن هذا التنافس قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وأعربت الدكتورة “رمسيس” عن مخاوفها من أن تستمر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لمدة طويلة؛ ما قد يؤدي إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على الصين.
وأشارت إلى أن هذا الوضع قد يعيق التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي؛ ما يضر بالبشرية جمعاء.
سقوط الأسهم يصيب ثروات أغنياء العالم بنزيف
وبحسب مؤشر “بلومبرج” للمليارديرات، فقد أغنى 500 شخص على مستوى العالم 108 مليارات دولار من ثرواتهم بعد اضطراب الأسواق العالمية أمس الأول الاثنين.
وكان أبرز الخاسرين هم المليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بقطاع الذكاء الاصطناعي. وفي مقدمتهم “جينسن هوانج”؛ الرئيس التنفيذي لصانعة الرقائق الأمريكية “إنفيديا” الذي فقد 20% أو ما يعادل 20.1 مليار دولار من ثروته.
لكن من حيث قيمة الانخفاض، كان لاري إليسون؛ الشريك المؤسس لـ “أوراكل” أكبر الخاسرين. إذ فقد 22.6 مليار دولار من ثروته، أو ما يعادل 12%.
كذلك تراجعت ثروة مايكل ديل؛ مؤسس ورئيس مجلس إدارة “ديل” بمقدار 13 مليار دولار.
كما فقد “تشانج بينج تشاو” مؤسس بورصة العملات المشفرة “باينانس” قرابة 12 مليار دولار.
فيما بلغ إجمالي خسائر أثرياء القطاع التكنولوجي مجتمعين 94 مليار دولار. ويعادل ذلك 85% من الانخفاض في إجمالي ثروات الأغنياء المدرجين بالمؤشر.
التأثير في أسواق الأسهم الخليجية
هل تتأثر الشركات المدرجة بسوق الأسهم السعودية بنموذج “ديب سيك” الصيني في ظل الخسائر الفادحة التي تلقتها أسهم التكنولوجيا عالميًا؟
استبعد محللو أسواق المال – استطلع موقع “الاقتصاد اليوم” آراءهم – تأثر السوق السعودية بالنموذج الصيني.
وفيما يلي تحليلاتهم بالتفصيل..
كفاءة الأسواق
قال محلل أسواق المال؛ محمد الشميمري: إن نموذج “ديب سيك” (DeepSeek) هو أحد النماذج المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والذي يمكن أن يكون له تأثير كبير في الأسواق المالية، بما في ذلك الأسواق العربية والأسهم السعودية.
وأوضح لموقع “الاقتصاد اليوم” أن تأثير هذا النموذج في هذه الأسواق العالمية سيكون كما يلي:
تحسين كفاءة السوق
التحليل الآلي للبيانات: إذ يمكن لنموذج “ديب سيك” تحليل كميات هائلة من البيانات المالية في وقت قياسي؛ ما يساعد المستثمر على اتخاذ قرارات أكثر استنارة.
كما أن هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة كفاءة السوق؛ حيث يتم تسعير الأسهم بشكل أكثر دقة بناءً على المعلومات المتاحة.
التنبؤ بالاتجاهات: حيث إن النموذج يمكن أن يساعد على التنبؤ باتجاهات السوق بناءً على تحليل أنماط البيانات التاريخية؛ ما يقلل من عدم اليقين ويساعد المستثمرين على أفضل تخطيط.
تأثير إيجابي
وأشار “الشميمري” إلى أن تأثير النموذج الصيني في الأسهم السعودية سيكون إيجابيًا، كما يلي:
زيادة الاستثمار الأجنبي: مع تحسن كفاءة السوق وزيادة الشفافية، يمكن أن تجذب السوق السعودية المزيد من الاستثمارات الأجنبية. ما قد يؤدي إلى زيادة السيولة وارتفاع أسعار الأسهم.
تحسين أداء الشركات: يمكن للشركات السعودية الاستفادة من النموذج لتحسين عملياتها واتخاذ قرارات إستراتيجية أفضل؛ ما ينعكس إيجابًا على أدائها المالي وبالتالي أسعار أسهمها.
كما لفت محلل أسواق المال، إلى أن تأثير “ديب سيك” في الأسواق العربية عامة، سيكون كما يلي:
زيادة التنافسية: يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسواق العربية إلى زيادة التنافسية بين الشركات. حيث تسعى كل شركة لتحسين أدائها باستخدام أحدث التقنيات.
جذب الاستثمارات: مع تحسن كفاءة الأسواق وزيادة الشفافية، يمكن أن تصبح الأسواق العربية أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية؛ ما يعزز النمو الاقتصادي.
التحديات المتوقعة
كذلك أشار “الشميمري” إلى وجود تحديات محتملة لهذا النموذج، كما يلي:
التكلفة: قد تكون تكلفة تطبيق وتشغيل نموذج “ديب سيك” مرتفعة؛ ما قد يحد من استخدامه في بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الاعتماد على التكنولوجيا: زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى مخاطر مرتبطة بفقدان الوظائف التقليدية. وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا؛ ما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة.
وقال “الشميمري”، إن نموذج “ديب سيك” يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في الأسواق العربية والأسهم السعودية من خلال: تحسين كفاءة السوق، وزيادة الاستثمارات، وتحسين أداء الشركات. لكن مع ذلك، يجب مراعاة التحديات المحتملة. على سبيل المثال، التكلفة والاعتماد على التكنولوجيا لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية.
وول ستريت تتعافى قريبًا
وقال هاشم الفحماوي، محلل أسواق المال، إنه لن يكون للنموذج الصيني أي تأثير في أسواق المال الخليجية، باستثناء سوق دبي للأوراق المالية، بسبب اعتماده الكبير على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن سوق الأسهم السعودية سجلت مكاسب مرتفعة بنهاية تعاملات اليوم. كذلك سوق دبي للأوراق المالية وبورصتي البحرين ومسقط. كما ارتفعت أسعار أسهم الشركات، بنسبة وصلت إلى 15%.
ولفت إلى أن تراجع بورصة قطر هو الأمر المعتاد، ولا علاقة للنموذج الصيني به.
وقال إن هذه الزوبعة الحالية والخسائر بأسهم “وول ستريت” سرعان ما تنتهي، بل وترتفع بمعدلات قياسية خلال مدة وجيزة.
حرب تجارية جديدة
بينما يرى الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس، أن هذا الانخفاض الحاد في الأسواق يعكس بداية هذه الحرب التجارية، مشيرًا إلى أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية قد مهد الطريق لهذه التطورات.
ويعتبر إطلاق نموذج DeepSeek بمثابة ضربة قوية للشركات الأمريكية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث أظهر هذا النموذج قدرة تنافسية عالية وتفوقه على نظرائه الأمريكيين. ويرى الخبراء أن هذا الإنجاز الصيني يمثل تحديًا مباشرًا للهيمنة الأمريكية على هذا القطاع الحيوي.
كما حذر الدكتور “النحاس” من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي؛ حيث يمكن أن تتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم. ويمكن أن تؤدي إلى تقلبات حادة في أسواق المال؛ ما يؤثر سلبًا في مستوى الثقة بالاستثمار.
مقارنة بأزمة سابقة
أشار الدكتور “النحاس” إلى أن الأزمة الحالية تحمل بعض أوجه الشبه مع أزمة انهيار أسهم التكنولوجيا في بداية الألفية الثانية. حيث شهدت تلك الفترة أيضًا ارتفاعًا حادًا في أسهم شركات التكنولوجيا، تبعه انهيار مفاجئ.
ومع ذلك، يرى الدكتور “النحاس” أن الأزمة الحالية أكثر تعقيدًا؛ حيث تتداخل مع التوترات الجيوسياسية والتنافس التكنولوجي بين القوى العظمى.
وكما يؤكد الدكتور “النحاس” على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة، داعيًا إلى الحوار والتعاون بين الولايات المتحدة والصين لحل الخلافات التجارية.
ودعا إلى ضرورة تنويع مصادر الإنتاج وتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد العالمية الهشة.
صراع التكنولوجيا بين الشرق والغرب
فيما يرى الباحث الاقتصادي ياسين أحمد، أن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة ظهور شركات صينية قوية مثل DeepSeek، يشير إلى بداية سباق تنافسي حاد بين الشرق والغرب. هذا التنافس، بحسب “أحمد”، سيؤدي إلى إعادة هيكلة كبيرة في الأسواق المالية، خاصة سوق الأسهم.
تأثير DeepSeek في أسهم التكنولوجيا الأمريكية
يرى “أحمد” أن الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تشكل تهديدًا متزايدًا للشركات الأمريكية الرائدة. فمع إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة وبأسعار تنافسية، ستضطر الشركات الأمريكية إلى زيادة استثماراتها في البحث والتطوير لمواكبة هذا التطور السريع.
كما يتوقع أن تشهد أسهم التكنولوجيا الأمريكية المزيد من التقلبات في الفترة المقبلة، بسبب المنافسة الشديدة والتغيرات السريعة في التكنولوجيا.
وقد شهدنا بالفعل انخفاضًا حادًا في أسهم شركات مثل Nvidia، والتي تعتبر رائدة في مجال الرقائق المستخدمة بأجهزة الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، يرى “أحمد” أن الشركات الأمريكية التي تتمكن من التكيف مع هذه التطورات وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بفاعلية ستتمكن من تحقيق نمو قوي خلال المستقبل.
DeepSeek يهدد شركات وادي السيلكون
أما عن الناحية التكنولوجية ونقلًا عن مجلة “عالم التكنولوجيا” فقد أدى ظهور تطبيق DeepSeek الصيني إلى هز الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا.
فقد استطاعت شركة DeepSeek بنموذجها ” R1″ الذي تصنيعه بتكلفة أقل بكثير من تكلفة منافسيها الأمريكيين، إلى إثارة تساؤلات حول مستقبل هيمنة أمريكا على الذكاء الاصطناعي وحجم الاستثمارات التي تخطط لها الشركات الأمريكية.
حيث أصبح DeepSeek التطبيق المجاني الأكثر تنزيلًا في الولايات المتحدة بعد أسبوع واحد فقط من إطلاقه. بعدما حظرت الولايات المتحدة تطبيق تيك توك.
ترامب وتطبيق DeepSeek
وفي تعليقه على الصدمة التي أحدثها التطبيق الصيني، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت في العشرين من شهر يناير الجاري، إن التطورات الأخيرة في صناعة الذكاء الاصطناعي بالصين قد تكون إيجابية بالنسبة للولايات المتحدة.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” صرح للصحفيين من على متن الطائرة الرئاسية قائلًا: “إذا كان بوسعك القيام بذلك بتكلفة أقل، وإذا كان بوسعك القيام بذلك بتكلفة أقل، والحصول على نفس النتيجة النهائية، أعتقد أن هذا أمر جيد بالنسبة لنا”.
وأضاف أنه ليس قلقًا بشأن هذا الاختراق، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستظل لاعبا مهيمنًا في هذا المجال.
كذلك وصف الرئيس الأمريكي صعود شركة DeepSeek الصينية بأنه جرس إنذار لصناعة التكنولوجيا الأمريكية. بعد أن أثار ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها صدمة في “وول ستريت”.
حرب الرقائق الإلكترونية بين الصين وأمريكا
يعتمد DeepSeek على نموذج DeepSeek-V3 مفتوح المصدر، والذي يقول باحثوه إنه تم تدريبه مقابل حوالي 6 ملايين دولار وهو أقل بكثير من المليارات التي أنفقها المنافسون. لكن هذا الادعاء كان محل نزاع من قبل آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويأتي ظهورها في الوقت الذي تفرض الولايات المتحدة قيودًا على بيع تكنولوجيا الرقائق المتقدمة التي تدعم الذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وللاستمرار في عملهم دون إمدادات ثابتة من الرقائق المتقدمة المستوردة، شارك مطورو الذكاء الاصطناعي الصينيون، أعمالهم مع بعضهم البعض وتجربة طرق جديدة للتكنولوجيا.
وقد أدى هذا إلى ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة حوسبة أقل بكثير من ذي قبل. وهذا يعني أيضًا أن تكاليفها أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وهو ما قد يؤدي إلى قلب الصناعة رأسًا على عقب.
لماذا تسبب DeepSeek في انخفاض أسهم التكنولوجيا؟
في أعقاب الصدمة التي تعرضت لها أسواق الولايات المتحدة يوم الاثنين، بدا مؤشر “فوتسي 100 ” لأسهم أكبر الشركات المدرجة في البورصة في المملكة المتحدة، صامدًا في التعاملات المبكرة أمس الثلاثاء؛ حيث ارتفع بنسبة 0.46%.
بينما ارتفعت العقود الآجلة على مؤشر “ناسداك” الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.1% بعد أن ارتفع سهم “إنفيديا” قليلًا في تعاملات ما بعد ساعات العمل.
لكن أسهم الشركات اليابانية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “أدفانتست” و”سوفت بنك” و”طوكيو إلكترون”، تراجعت بحدة؛ ما ساعد في دفع مؤشر “نيكاي 225” القياسي إلى الانخفاض بنسبة 1.4%.
وأغلقت العديد من الأسواق الأخرى في آسيا أبوابها بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وأغلقت الأسواق المالية في البر الرئيس الصيني أبوابها اعتبارًا من الثلاثاء على أن تفتح أبوابها مرة أخرى في الخامس من فبراير المقبل.
هل DeepSeek قادر على منافسة ChatGPT؟
حظى تطبيق DeepSeek بإشادة من شخصيات بارزة في وادي السيلكون. بما في ذلك رئيس OpenAI سام ألتمان، الذي وصفها بأنها “نموذج مثير للإعجاب. خاصة فيما يتعلق بما يمكنهم تقديمه مقابل السعر”. رغم أنه يرى بأن OpenAI “ستقدم بوضوح نماذج أفضل بكثير في المستقبل.
وقالت “مارينا تشانج”؛ الأستاذة المشاركة في جامعة “سيدني” للتكنولوجيا، والتي تركز على الصناعات التكنولوجية الفائقة في الصين، إن قدرة DeepSeek على منافسة النماذج الأمريكية رغم الوصول المحدود إلى الأجهزة المتقدمة تثبت أن براعة البرمجيات وكفاءة البيانات يمكن أن تعوض عن قيود الأجهزة.
وقال أيون ستويكا؛ المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة برمجيات الذكاء الاصطناعي “داتابريكس”، بحسب “BBC” إن التكلفة المنخفضة لبرنامج DeepSeek يمكن أن تحفز المزيد من الشركات على اعتماد الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
وأضاف أنه إذا حدث ذلك، فإن هذا الانخفاض بالتكلفة من شأنه تسريع تقدم الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، فإن السوق سوف تتوسع على نحو أسرع، وسوف تنمو قيمة السوق.
وتزعم الشركة الصينية أن نموذجها يمكن تدريبه على ألفي شريحة متخصصة مقارنة بنحو 16 ألف شريحة للنماذج الرائدة.
لكن أبدى البعض شكوكهم في ادعاءات شركة DeepSeek، بما في ذلك الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وردًا على منشور زعم أن شركة DeepSeek تمتلك في الواقع حوالي 50 ألف شريحة Nvidia. التي تم حظر تصديرها الآن إلى الصين، قائلًا: “من الواضح”.
من أسس DeepSeek؟
تأسست الشركة الصينية في العام 2023، على يد “ليانغ وينفينج” في هانغتشو، وهي مدينة تقع في جنوب شرق الصين.
كما أسس رجل يبلغ من العمر 40 عامًا، وهو خريج هندسة المعلومات والإلكترونيات، صندوق التحوط الذي دعم DeepSeek. وقد شوهد مؤخرًا في اجتماع بين خبراء الصناعة ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.
في مقابلة أجريت معه في يوليو 2024 مع أكاديمية الصين. قال المهندس الصيني، إنه فوجئ بردود الفعل تجاه النسخة السابقة من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص به.
وبعد إطلاق DeepSeek-R1 في وقت سابق من هذا الشهر، تباهي الشركة بأن نموذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي. بات على قدم المساواة مع أحد أحدث نماذج OpenAI عند استخدامه لمهام مثل الرياضيات والترميز والتفكير اللغوي.
كتبت: يارا زيدان
الرابط المختصر :