كيف حققت المملكة نموًا واضحًا في قطاع “الدواء” خلال سنوات قليلة؟ – خليجي نيوز

يعد قطاع الدواء أحد القطاعات المهمة التي تولي لها المملكة أهمية كبرى ضمن رؤيتها لعام 2030؛ حيث أثبتت التجربة العملية وعلى رأسها جائحة كورونا مدى أهمية تصنيع الدواء محليًا حتى لا نبقى تحت رحمة الدول المصنعة له.
القطاع الحيوي
وتحقيقًا لهذا المستهدف أطلقت المملكة “الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية”، وتهدف إلى أن تصبح المملكة تجمعًا عالميًا رائدًا في مجال التقنية الحيوية والدواء. إلى جانب تحقيق مستوى عالٍ من الاكتفاء الذاتي وإحداث أثر اجتماعي واقتصادي إيجابي.
وذلك من خلال تركيز مجهوداتها على أربع توجهات استراتيجية ذات أولوية، بحسب موقع “رؤية 2030”.
وتهدف الاستراتيجية إلى أن تصبح المملكة مركزا إقليميًا رائدًا في مجال التقنية الحيوية والدواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2030، وعالميًا بحلول عام 2040.
أيضًا مساهمة قطاع التقنية الحيوية بنسبة 3% في الناتج المحلى الإجمالي غير النفطي بحلول عام 2040، بإجمالي أثر كلي يبلغ 130 مليار ريال. وخلق 11 ألف وظيفة نوعية بحلول عام 2030 و55 ألف وظيفة بحلول عام 2040.
تتضمن أبرز ملامح الاستراتيجية
اللقاحات:
تعزز التقنية من إمكانيات التصنيع المتكاملة للقاحات، التي تسهم في تحقيق مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي من الدواء.
إلى جانب تطوير فرص تفتح مجالًا أوسع للتصدير إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمكين جهود البحث والتطوير باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة. لتُصبح المملكة مركزًا رائدًا في مجال التطوير النهائي للقاحات بالمنطقة.
التصنيع الحيوي والتوطين:
وتمكن التقنية من تحقيق كفاءة الإنفاق في الرعاية الصحية، بإنشاء منصة متكاملة للتصنيع الحيوي على المستوى المحلي. بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج المستحضرات والمتشابهات الحيوية. وسيوفر ذلك فرصًا لزيادة الصادرات النوعية، وتمكين نمو قطاع التقنية الحيوية.
الجينوم:
تُؤسس التقنية قاعدة معرفية لفهم الجينوم المحلي، وتحفيز سبل الوقاية الصحية، وتعزيز الابتكار، وذلك بتوسيع قاعدة بيانات الجينوم الوطنية ومنصة التحليلات. وتطوير السياسات الداعمة التي تُيسر الوصول إلى البيانات، والاستفادة من هذا العلم في قطاع الرعاية الصحية؛ للحصول على تشخيصات دقيقة وفعّالة.
تحسين زراعة النباتات:
تحفز التقنية الاستدامة في الإمدادات الغذائية، الإنتاج الزراعي المحلي الذي يُحقق أثرًا إيجابيًا بتخفيض الواردات الزراعية. بما فائضًا على ميزان المدفوعات، إلى جانب تعزيز الممارسات الخضراء التي تُسهم في استدامة البيئة.
صناعة واعدة
كما أن قطاع صناعة الأدوية والأجهزة الطبية يعد من أبرز القطاعات الصناعية الواعدة التي ركزت على تطويرها الاستراتيجية الوطنية للصناعة. لذلك شكل مجلس الوزراء لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية برئاسة وزير الصناعة والثروة المعدنية. بهدف توطين صناعة الأدوية وتحقيق الأمن الدوائي والصحي للمملكة. وتحويل المملكة إلى مركز مهم لهذه الصناعة الواعدة.
وتستهدف اللجنة تحديد أفضل التقنيات في مجال اللقاحات والأدوية الحيوية التي يتوجب على المملكة الاستثمار فيها. بهدف نقل المعرفة وتوطينها.
إضافةً إلى بناء منصات صناعية محلية بمواصفات عالمية لتمكين المملكة من تبوء مكانها الطبيعي. بصفتها قوة صناعية ومنصة لوجستية للقاحات والأدوية الحيوية في المنطقة والشرق الأوسط ودول العالم الإسلامي، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
حجم السوق
وكشف تقرير صادر عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية، أن عدد مصانع الأدوية والأجهزة الطبية في المملكة بلغ مجتمعة 206 مصانع قائمة. ووصل عدد المصانع الدوائية تحديدًا 56 مصنعًا دوائيًا مرخصًا ومسجلاً في الهيئة العامة للغذاء والدواء باستثمارات إجمالية تزيد عن سبعة مليارات ريال.
ويبلغ حجم السوق العالمية للأدوية نحو 1.1 تريليون دولار، تقدّر حصة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا منها 31 مليار دولار.
كما تعد المملكة أكبر سوق للأدوية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا؛ حيث تقدّر قيمة سوقها الدوائي بــ 10 مليارات دولار، أي نحو 32% من إجمالي حصة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من السوق العالمية.
وشهدت سوق الدواء في المملكة نموًا لافتًا خلال الفترة بين عام 2019 وحتى 2023م. بلغ معدّله 25%؛ حيث زاد حجم السوق من 8 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار سنويًا.
وهو نمو يؤكد أهمية سوق الدواء السعودية وجاذبيتها للاستثمار. حيث حقق القطاع الدوائي تقدمًا في معدلات توطينه، وتمّ تخفيض الواردات الدوائية من 80% عام 2019 إلى 70 % عام 2023. بحسب “واس”.
الأجهزة الطبية
كما شهد قطاع الأجهزة الطبية في المملكة تقدمًا ملحوظاً. في سبيل تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة خلال عام 2023 خاصة. حيث بلغ إجمالي الاستثمارات التي اجتذبها القطاع حوالي 3.1 مليار ريال.
وحقق قطاع الأجهزة إنجازات شملت إنتاج أجهزة التنفس الصناعي المتقدمة والمستخدمة في غرف العناية الفائقة وكذلك المستخدمة في المنازل، وتوطين صناعة أجهزة وشرائط قياس مستوى السكر في الدم كأول مصنع على مستوى الشرق الأوسط.
وتوطين صناعة الأدوات الجراحية وأجهزة تثبيت العظام والأجهزة التعويضية. وإنتاج أجهزة نوعية متخصصة في علاج الرجفان القلبي. وأجهزة مراقبة الوظائف الفسيولوجية والعلامات الحيوية.
وكذلك توطين صناعة أجهزة القياسات غير التداخلية لمستوى الأكسجين في الدم ومستوى الهيموغلوبين ومراقبة أول أكسيد الكربون.
يشار إلى أن قطاع الدواء شهد توسعًا في إنتاج مستهلكات المختبرات الإكلينيكية. مثل الوسائط الحيوية وأنابيب تجميع العينات وصحون الاستزراع والكواشف المخبرية.
كتب: مصطفى عبد الفتاح
الرابط المختصر :