تحليل تجربة د. سالي البشلاوي بين الأدب والسينما والوعي النفسي

تحليل تجربة د. سالي البشلاوي بين الأدب والسينما والوعي النفسي
تُعد تجربة د. سالي محمد البشلاوي نموذجًا فريدًا لكاتب يدمج المعرفة العلمية بالطرح الفني. فالأعمال التي تقدمها تقف عند نقطة التماس بين الأدب والدراما وعلم النفس، وهو ما يمنحها قيمة مزدوجة.
أولًا: على مستوى السرد الروائي، تمتاز أعمال البشلاوي ببناء نفسي دقيق للشخصيات، خصوصًا في روايات مثل مذكرات مدمن سابق وشمس وقمر. تعتمد الكاتبة على تحليل داخلي للأبطال، ما يعكس خبرتها العلاجية، المقدّمة بأسلوب بعيد عن التعقيد العلمي دون الإخلال بالمعنى.
ثانيًا: في السينما القصيرة، تُظهر أفلامها الأربعة قدرة على تحويل القضايا النفسية إلى صور مكثفة، دون إسراف أو افتعال. فيلم النرجسي على سبيل المثال يقدم نموذجًا واقعيًا لشخصية مضطربة، مع معالجة إخراجية هادئة.
ثالثًا: على مستوى الرسالة الفنية، تركز البشلاوي على ثلاث دوائر: العنف النفسي، العلاقات المريضة، والإدمان. وتتم معالجة هذه القضايا بجرأة محسوبة، بعيدًا عن الابتذال الذي يقع فيه كثير من صناع المحتوى الاجتماعي والنفسي.
تجربة البشلاوي ليست تقليدية، بل مشروع مستمر يمكن أن يصبح أكثر اتساعًا لو تبنت جهات إنتاجية جادة السيناريوهات التي تكتبها، والتي تحتاج إلى منصة تُظهر قيمتها الإبداعية.



