إنترسبت: الغضب الشعبي من حرب غزة يدفع “أيباك” لبسط نفوذها بالخفاء – خليجي نيوز

يشهد اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وعلى رأسه اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية (أيباك)، تحولات كبيرة في ظل الغضب الشعبي المتزايد من الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها السياسية. وتواجه أيباك تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على نفوذها في الكونغرس، مما دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التقليدية في التأثير على الانتخابات الأميركية.
وأشار تقرير نشره موقع “إنترسبت” الأميركي إلى أن تنامي الدعم لغزة أجبر أيباك على الابتعاد عن حملاتها العلنية الصدامية التي اعتمدتها في الدورات الانتخابية السابقة، والتحول نحو أساليب أكثر حذراً لدعم مرشحيها مالياً عبر وسطاء وشبكات تمويل غير مباشرة. يأتي هذا التغيير في الوقت الذي يزداد فيه التدقيق في أنشطة أيباك وتأثيرها على السياسة الخارجية الأميركية.
“اشمئزاز شعبي” وتراجع النفوذ المباشر لأيباك
ووفقاً للتقرير، فإن النجاح الذي حققته أيباك في دورة انتخابات 2024، من خلال إنفاق أكثر من 100 مليون دولار لإقصاء منتقدي إسرائيل، قوبل برد فعل عكسي واسع النطاق. هذا الرفض الشعبي المتزايد للإبادة الجماعية في غزة أدى إلى تشكيل حركة تسعى إلى القضاء على نفوذ أيباك ودعم مرشحين يعارضون سياساتها.
وتواجه أيباك الآن انتقادات متزايدة بسبب تدخلها المباشر في الانتخابات، حيث يرى البعض أن هذا التدخل يقوض الديمقراطية ويخدم مصالح خارجية. وقد أثارت حملات أيباك العلنية غضباً واسعاً بين الناخبين، خاصةً الشباب والناشطين التقدميين.
تغيير في الاستراتيجية وتجنب الظهور العلني
يبدو أن أيباك تدرك هذه التحديات، وتسعى إلى إعادة تموضع نفسها قبل انتخابات التجديد النصفى لعام 2026. وتراجعت عن الاستراتيجية الهجومية العلنية التي اتبعتها في الدورة السابقة، وبدأت في الاعتماد على أساليب أكثر سرية للتأثير على الانتخابات.
وتشير التقارير إلى أن أيباك تعود إلى الطريقة التقليدية التي عملت بها لعقود، من خلال الضغط السياسي وتقديم نفسها كمصدر معلومات لأعضاء الكونغرس، وتنظيم رحلات إلى إسرائيل. كما أنها تستخدم شبكة نشطائها الإقليميين للتأثير على الرأي العام.
إعادة التموضع والتمويل غير المباشر
وتعتمد أيباك الآن بشكل أكبر على التمويل غير المباشر للحملات الانتخابية، من خلال قنوات بديلة لإبعاد اسمها والانتقادات الموجهة إليها عن الحملات. ويقوم مانحون مرتبطون باللوبي المؤيد لإسرائيل بتمويل حملات انتخابية في دوائر مختلفة دون إعلان ذلك رسمياً.
وقالت النائبة الديمقراطية السابقة ماري نيومان، التي ساعد مانحون مؤيدون لإسرائيل في إقصائها عام 2022: “أيباك تدرك تماماً أن سمعتها في الحضيض”. وهذا يعكس مدى تدهور صورة أيباك في الرأي العام، وتأثير ذلك على قدرتها على التأثير على السياسة الأميركية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول في استراتيجية أيباك يعكس اعترافاً بأن التدخل المباشر في الانتخابات أصبح أكثر صعوبة وخطورة. ومع ذلك، فإن أيباك لا تزال قوة مؤثرة في السياسة الأميركية، ومن غير المرجح أن تفقد نفوذها بالكامل.
تأثير الدعم الإسرائيلي على الانتخابات
وتشير التقديرات إلى أن أيباك أنفقت ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة لدعم مرشحين مؤيدين لإسرائيل، وإقصاء منتقديها. وقد نجحت في ترسيخ إجماع الحزبين على تأييد إسرائيل، وتمرير قوانين وسياسات تخدم مصالحها.
ومع ذلك، فإن هذا الإجماع بدأ يتصدع في السنوات الأخيرة، مع تزايد عدد الديمقراطيين الذين ينتقدون السياسات الإسرائيلية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على أيباك لتغيير استراتيجياتها، والتكيف مع البيئة السياسية الجديدة.
مستقبل نفوذ أيباك
من المتوقع أن تستمر أيباك في لعب دور مهم في السياسة الأميركية، ولكن من المرجح أن يكون نفوذها أقل مما كان عليه في الماضي. وسيتعين عليها أن تتكيف مع البيئة السياسية المتغيرة، وأن تجد طرقاً جديدة للتأثير على السياسة الخارجية الأميركية.
وستراقب الأوساط السياسية عن كثب استراتيجية أيباك في انتخابات التجديد النصفى لعام 2026، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على نفوذها في الكونغرس. كما ستراقب رد فعل الناخبين على أنشطة أيباك، وما إذا كان الغضب الشعبي المتزايد من الحرب الإسرائيلية على غزة سيؤثر على نتائج الانتخابات. من المرجح أن يشكل مستقبل أيباك تحدياً كبيراً، ويتطلب منها إعادة تقييم دورها في السياسة الأميركية.



