النفط يرتفع وسط تصاعد التوتر بالشرق الأوسط – خليجي نيوز

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تعاملات اليوم الاثنين، حيث يعقب المستثمرون عن كثب التطورات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على إمدادات النفط العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يراقب السوق عن كثب نتائج محادثات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا، والتي لا تزال تواجه بعض التعقيدات الرئيسية.
ارتفع سعر برميل خام برنت بنسبة 2% ليصل إلى 61.85 دولارًا، بينما زاد سعر الخام الأمريكي بنسبة 2.085% ليستقر عند 57.92 دولارًا، وذلك وقت كتابة هذا التقرير. يأتي هذا الارتفاع بعد تذبذب الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط
أرجع المحللون هذا الارتفاع إلى مخاوف متزايدة بشأن تعطيل محتمل لإمدادات النفط بسبب التصعيد المستمر في التوترات الجيوسياسية. نقلت وكالة رويترز عن يانغ آن، المحلل في شركة “هايتونغ فيوتشرز”، أن استمرار هذه التوترات هو المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن روسيا وأوكرانيا استمرتا في استهداف البنية التحتية للطاقة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى الاضطرابات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وأضاف يانغ أن هذه العوامل تثير مخاوف السوق بشأن إمكانية حدوث اضطرابات في الإمدادات قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر. ويعتبر الشرق الأوسط منطقة حيوية لإنتاج النفط، وأي تصعيد في التوترات هناك يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية.
محادثات السلام الأوكرانية والآفاق المستقبلية
على الرغم من هذه التوترات، هناك أيضًا بعض الأمل في التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية. صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمس الأحد بأنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “يقتربان كثيرًا” من اتفاق لإنهاء الحرب، وقد يكونان قريبين جدًا من التوصل إليه.
ومع ذلك، أقر كلا الزعيمين بأن بعض التفاصيل المعقدة لا تزال قيد النقاش، وأن الطريق إلى السلام لا يزال طويلاً. من المتوقع أن يتم تحديد ما إذا كانت المفاوضات ستنجح أم لا في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وفقًا لتصريحات ترامب.
توقعات السوق وتقلبات الأسعار
يتوقع خبراء السوق أن يستمر تداول النفط الخام في نطاق سعري يتراوح بين 55 و60 دولارًا للبرميل، مع مراقبة دقيقة للإجراءات الأمريكية المحتملة ضد شحنات النفط الفنزويلية. كما أن أي تداعيات محتملة للضربة العسكرية الأمريكية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في نيجيريا -التي تعتبر منتجًا رئيسيًا للنفط بكميات تصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا- ستكون لها تأثير كبير على الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب بيانات المخزونات العالمية من النفط والإعلانات المتعلقة بإنتاج أوبك وحلفائها (أوبك+). تعتبر هذه العوامل حاسمة في تحديد التوازن بين العرض والطلب في السوق.
في الختام، من المرجح أن تظل أسعار النفط متقلبة في المدى القصير، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية المستمرة والتطورات المتعلقة بمفاوضات السلام في أوكرانيا. يجب على المستثمرين والمستهلكين مراقبة هذه الأحداث عن كثب، بالإضافة إلى بيانات السوق الرئيسية، من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة. من المتوقع أن يعقد أوبك+ اجتماعًا آخر في أوائل الشهر القادم لمناقشة مستويات الإنتاج وتأثيرها على الأسعار.



