رغم مذكرة التوقيف.. طائرة نتنياهو تعبر أجواء 3 أطراف بالجنائية الدولية – خليجي نيوز

كشفت بيانات ملاحية حديثة أن طائرة إسرائيلية تقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد عبرت أجواء دول أوروبية ملتزمة بنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، على الرغم من وجود مذكرة توقيف بحقه صادرة عن المحكمة بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. يأتي هذا التطور في ظل زيارة رسمية لنتنياهو إلى الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول الالتزام القانوني الدولي وتداعياته المحتملة.

ووفقًا لبيانات موقع “فلايت رادار”، أقلعت الطائرة المعروفة باسم “جناح صهيون” من مطار بن غوريون واتخذت مسارًا غربيًا عبر البحر الأبيض المتوسط. ثم مرت فوق اليونان وإيطاليا وفرنسا قبل الوصول إلى المحيط الأطلسي في طريقها إلى الولايات المتحدة. هذا المسار يختلف عن تلك التي اعتاد نتنياهو اتباعها في رحلاته السابقة، حيث كان يتجنب عادةً التحليق فوق دول قد تلتزم بتنفيذ مذكرة التوقيف.

مذكرة توقيف نتنياهو وتداعيات العبور الجوي

يأتي هذا العبور الجوي بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت في 21 نوفمبر 2024. تتعلق المذكرة باتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وذلك في سياق العمليات العسكرية الجارية.

وقد أثار هذا الأمر انتقادات حقوقية واسعة النطاق. المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، طالبت حكومات فرنسا وإيطاليا واليونان بتقديم توضيحات حول الأسباب التي دفعتها إلى توفير ما وصفته بـ”ممر آمن” لمسؤول مطلوب للعدالة. وأكدت ألبانيز أن هذه الدول، بصفتها أطرافًا في نظام روما الأساسي، ملزمة قانونيًا بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة، وليس بتسهيل تحركات المطلوبين.

مسار الرحلة وتجنب بعض الدول

أظهرت بيانات الملاحة الجوية أن الطائرة من طراز بوينغ “767-338 إي آر” وتحمل رقم التسجيل 4X-ISR، اتبعت مسارًا جنوب قبرص، ثم عبرت المياه الدولية جنوب اليونان، قبل الدخول إلى الأجواء الإيطالية فوق جزيرة صقلية. لاحقًا، اتجهت شمالًا نحو جنوب فرنسا لمواصلة الرحلة عبر المجال الجوي الفرنسي.

ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الطائرة تعمّدت اختيار مسار جوي أطول لتجنب دول مثل المملكة المتحدة والبرتغال، خشية التزامها بتنفيذ مذكرة الاعتقال في حال حدوث هبوط اضطراري. في المقابل، واصلت كل من فرنسا وإيطاليا السماح بعبور الطائرة فوق أجوائهما.

هذا الوضع يبرز تعقيدات الالتزام بالقانون الدولي في ظل الصراعات السياسية. القانون الدولي يفرض التزامات على الدول الأطراف في نظام روما الأساسي، ولكن تطبيق هذه الالتزامات قد يختلف باختلاف الظروف السياسية والعلاقات الدبلوماسية.

الوضع في غزة هو محور الاهتمام الدولي، وتأتي مذكرة التوقيف كجزء من جهود لضمان المساءلة عن الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي. ومع ذلك، فإن إسرائيل ترفض الاعتراف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية وتعتبر مذكرة التوقيف غير قانونية.

تتضمن زيارة نتنياهو الحالية إلى الولايات المتحدة سلسلة من اللقاءات السياسية الهامة. بدأ رئيس الوزراء بمقابلة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ومن المقرر أن يعقد اجتماعًا مع الرئيس دونالد ترامب في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا. كما تشمل الزيارة لقاءات مع مسؤولين أميركيين وشخصيات من التيار الإنجيلي، بالإضافة إلى مشاركته في فعالية دينية في ميامي.

من المتوقع أن يترأس ملف غزة جدول أعمال اللقاء بين نتنياهو وترامب، مع التركيز على بحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان وإيران، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة ستكون بالتأكيد نقطة محورية في هذه المحادثات.

في الختام، يظل الوضع القانوني والسياسي لمذكرة التوقيف بحق نتنياهو معقدًا. من المتوقع أن تستمر المحكمة الجنائية الدولية في متابعة القضية، بينما تواصل إسرائيل رفض الاعتراف بسلطتها. ما يجب مراقبته هو رد فعل الدول الأوروبية على الانتقادات الموجهة إليها، وكيف ستؤثر هذه القضية على العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة