مصر وتركيا تبحثان سبل تعزيز التعاون الصحي المشترك – خليجي نيوز

التقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان المصري، مع نظيره التركي الدكتور كمال مميش أوغلو في القاهرة لمناقشة تعزيز التعاون الصحي بين البلدين. يأتي هذا اللقاء في إطار زيارة رسمية للوفد التركي لمصر، ويهدف إلى تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة سابقًا في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى استكشاف فرص جديدة للشراكة والاستثمار. وشدد الجانبان على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة في تطوير القطاع الصحي في كلا البلدين.

الاجتماع، الذي عقد هذا الأسبوع، ركز على متابعة نتائج زيارة سابقة قام بها الدكتور عبد الغفار إلى تركيا في نوفمبر الماضي. وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة المصرية، فإن الهدف الرئيسي هو وضع إطار تنفيذي واضح لمجالات التعاون ذات الأولوية، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والتركي.

تعزيز التعاون الصحي المصري التركي: آفاق جديدة

يشكل التعاون الصحي بين مصر وتركيا محورًا هامًا في العلاقات الثنائية، حيث تسعى كلتا الدولتين إلى تطوير قدراتهما في مجال الرعاية الصحية. تعتبر مصر سوقًا واعدة للاستثمارات التركية في القطاع الصحي، بينما يمكن لتركيا أن تقدم خبراتها المتقدمة في مجالات مثل إدارة المستشفيات والتحول الرقمي.

مجالات التعاون الرئيسية

ناقش الجانبان خلال الاجتماع عدة مجالات رئيسية للتعاون، بما في ذلك:

تطوير البنية التحتية الصحية: تتطلع مصر إلى الاستفادة من الخبرات التركية في بناء وتشغيل المستشفيات والمدن الطبية الحديثة، مثل المدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة النيل الطبية.

التحول الرقمي في القطاع الصحي: يعد التحول الرقمي من الأولويات الرئيسية لكلا البلدين، حيث يهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وزيادة الكفاءة.

السياحة العلاجية: تعتبر السياحة العلاجية مصدرًا هامًا للدخل القومي لكلا البلدين، وتسعى مصر وتركيا إلى تعزيز هذا القطاع من خلال توفير خدمات طبية عالية الجودة بأسعار تنافسية.

توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية: يهدف هذا التعاون إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي من الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يساهم في تحقيق الأمن الدوائي.

شراكات القطاع العام والخاص: أكد الجانبان على أهمية دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات وجذب الاستثمارات في القطاع الصحي.

بالإضافة إلى ذلك، تناول الاجتماع سبل التعاون الإنساني لدعم قطاع غزة الصحي، حيث أعرب الوزيران عن استعدادهما الكامل لتقديم المساعدة اللازمة. وتقدر مصر بشكل خاص الجهود التي تبذلها في هذا الصدد.

وقبل الاجتماع، قام الوفد التركي بجولة في غرفة إدارة الأزمات بديوان عام وزارة الصحة المصرية، حيث اطلع على آليات إدارة المنشآت الطبية والتنسيق بين القطاعات المختلفة. كما استعرض الوفد المشروعات الصحية القومية ومبادرات الصحة العامة التي تنفذها مصر، والتي تعتمد على منظومة إلكترونية متطورة لمتابعة مؤشرات الأداء ودعم اتخاذ القرارات.

وتشمل مجالات التعاون الأخرى التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع، تطوير برامج التدريب وتبادل الكوادر الطبية، والتعاون في مجال البحث العلمي والتطوير الدوائي. كما تم التأكيد على أهمية تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة.

ووفقًا للدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، فإن اللقاء كان بناءً للغاية، وأسفر عن اتفاقات واضحة بشأن الخطوات التالية لتفعيل التعاون الصحي بين البلدين.

واتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل مشتركة، مهمتها وضع خارطة طريق تنفيذية مفصلة لمجالات التعاون المتفق عليها. ومن المقرر أن تعقد هذه الفرق اجتماعات تنسيقية خلال الأسبوعين القادمين، على أن يتم استعراض التقدم المحرز في اجتماع افتراضي مشترك سيُعقد في الأسبوع الثالث من شهر يناير.

وفي ختام الاجتماع، أكد الوزيران على ضرورة تحويل الاتفاقات إلى برامج تنفيذية عملية، تساهم في تعزيز التكامل الصحي بين البلدين وتلبية احتياجات الشعبين المصري والتركي. التعاون الصحي بين البلدين يمثل فرصة واعدة لتحسين جودة الخدمات الصحية وزيادة الكفاءة في كلا البلدين.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة مزيدًا من الاجتماعات والتشاور بين الجانبين المصري والتركي، بهدف وضع اللمسات النهائية على خارطة الطريق التنفيذية. وسيكون من المهم متابعة التقدم المحرز في تنفيذ هذه الخارطة، وتقييم الأثر المترتب عليها على القطاع الصحي في كلا البلدين. كما يجب مراقبة أي تطورات سياسية أو اقتصادية قد تؤثر على مسار التعاون الصحي بين مصر وتركيا.

مقالات ذات صلة