غارات إسرائيلية شرقي مدينتي رفح وخان يونس – خليجي نيوز

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس غارات على مناطق في قطاع غزة، تحديدًا شرقي مدينتي رفح وخان يونس، مما يشكل خرقًا جديدًا لاتفاق وقف إطلاق النار. يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتأثيره المتزايد على حياة المدنيين الفلسطينيين. وتثير هذه الهجمات تساؤلات حول مستقبل الهدنة وجهود التوصل إلى حل دائم للصراع، بالإضافة إلى الملف الإنساني المتدهور في القطاع.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بتجدد القصف الجوي وإطلاق النار من مروحيات إسرائيلية على مناطق قريبة من مدينة خان يونس. يواصل الاحتلال هذه الخروقات رغم اتفاق وقف إطلاق النار، مع استمرار القصف لمواقع مختلفة داخل القطاع، وفي وقت يواجه فيه الفلسطينيون شتاءً قاسياً تتفاقم فيه الأوضاع المعيشية بسبب القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.
الوضع في غزة: خروقات مستمرة لوقف إطلاق النار
وفي وقت سابق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بوصول 11 مصابًا فلسطينيًا إلى المستشفيات في غزة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المدنيين في مدينة غزة. هذه المنطقة كانت جزءًا من المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، وفقًا لآلية اتفاق وقف إطلاق النار.
تداعيات القصف على المدنيين
وذكر شهود عيان أن قذيفة مدفعية سقطت وسط تجمع للمواطنين في منطقة السامر بمدينة غزة. وتشير التقارير الأولية إلى وجود جرحى متفاوتين، وأن الأضرار في الممتلكات كبيرة. ويعاني المدنيون في غزة من أوضاع إنسانية صعبة، ويجدون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية الأساسية والغذاء والمأوى.
في المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن إطلاق النار في غزة كان نتيجة قذيفة مدفعية أخطأت هدفها بنحو 4 كيلومترات. ومع ذلك، لم يصدر تأكيد مستقل لهذا الادعاء حتى الآن.
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي لا يزال فيه جيش الاحتلال يسيطر على أجزاء كبيرة من قطاع غزة، بما في ذلك الشريطين الجنوبي والشرقي، فضلاً عن مناطق واسعة في شمال القطاع. وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال يسيطر على حوالي 60% من مساحة القطاع.
سجل الخروقات واتفاق وقف إطلاق النار
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد وثقت مصادر رسمية فلسطينية مئات الخروقات الإسرائيلية. وأسفرت هذه الخروقات عن مقتل 394 فلسطينيًا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى.
كانت الحرب الإسرائيلية على غزة قد بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية وخلّف أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقًا للمصادر الرسمية في القطاع. كما أدت الحرب إلى نزوح جماعي للسكان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الجهود الدولية للضغط على الطرفين للالتزام بوقف إطلاق النار بشكل كامل. لكن مستقبل الهدنة لا يزال غير واضح، ويتوقف على العديد من العوامل، بما في ذلك التطورات السياسية والعسكرية على الأرض، والنتائج المحتملة للمفاوضات الجارية. يجب مراقبة ردود الأفعال الدولية وتطورات الموقف الميداني لتقييم التهديدات المحتملة للاستقرار في المنطقة.



