ما هي أعراض نقص الحديد في الجسم؟.. وماذا عن أبرز الأطعمة الغنية به؟ – خليجي نيوز

أكدت الدكتورة يلينا شافرانسكايا، أخصائية الغدد الصماء، على أهمية تضمين الأطعمة الغنية بالحديد في النظام الغذائي للوقاية من فقر الدم، وهو حالة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. يحدث فقر الدم نتيجة نقص الحديد، مما يقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين بكفاءة ويؤدي إلى أعراض مثل التعب والضعف العام. هذا الخبر يهدف إلى تسليط الضوء على مصادر الحديد الغذائية وكيفية تعزيز امتصاصه.
وتشير الإحصائيات إلى أن فقر الدم يؤثر بشكل خاص على النساء في سن الإنجاب والأطفال الصغار، ولكنه يمكن أن يصيب أي شخص يعاني من نقص الحديد. تعتبر هذه الحالة الصحية قابلة للعلاج والوقاية من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالحديد، أو في بعض الحالات، من خلال تناول مكملات غذائية تحت إشراف طبي.
أهمية الحديد ومصادره الغذائية
الحديد هو معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في تكوين الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. بدون كمية كافية من الحديد، لا يمكن للجسم إنتاج ما يكفي من الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى أعراض فقر الدم. يوجد الحديد في نوعين رئيسيين في الطعام: الحديد الهيمي والحديد غير الهيمي.
مصادر الحديد الهيمي
الحديد الهيمي هو النوع الأكثر سهولة في الامتصاص من قبل الجسم. وفقًا للدكتورة شافرانسكايا، تشمل المصادر الرئيسية للحديد الهيمي الأطعمة الحيوانية مثل كبد البقر، والديك الرومي، والدجاج، ولحم العجل، والأسماك، والروبيان. يعتبر كبد البقر من أغنى مصادر الحديد على الإطلاق، حيث يحتوي على كميات كبيرة من هذا المعدن الأساسي.
مصادر الحديد غير الهيمي
الحديد غير الهيمي موجود في الأطعمة النباتية، مثل الحبوب، والبقوليات، والخضروات الورقية الداكنة (كالسبانخ)، والطماطم، وثمر الورد البري، والفراولة، والرمان، والكاكي، والتفاح. يمتص الجسم الحديد غير الهيمي بكفاءة أقل من الحديد الهيمي، ولكن يمكن تعزيز امتصاصه من خلال تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C في نفس الوجبة.
أسباب نقص الحديد وكيفية تعزيز الامتصاص
تتعدد أسباب نقص الحديد، وتختلف باختلاف الفئات العمرية والجنس. بالنسبة للنساء في سن الإنجاب، تعتبر غزارة الطمث من الأسباب الأكثر شيوعًا. أما لدى الفئات الأخرى، فقد يكون السبب هو مشاكل في الجهاز الهضمي تؤثر على امتصاص الحديد، أو بعض العمليات الجراحية مثل استئصال جزء من المعدة، أو اتباع نظام غذائي يفتقر إلى الحديد.
أشارت الدكتورة شافرانسكايا إلى أن تجنب البروتين الحيواني يمكن أن يقلل من امتصاص الحديد بشكل عام. وذلك لأن الحديد الهيمي الموجود في اللحوم يمتص بسهولة أكبر من الحديد غير الهيمي الموجود في النباتات. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا أن يحرصوا على تناول كميات كافية من الحديد غير الهيمي مع أطعمة غنية بفيتامين C لتعزيز الامتصاص.
نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى بالإضافة إلى فقر الدم، مثل ضعف جهاز المناعة، وتأخر النمو لدى الأطفال، ومشاكل في التركيز والذاكرة. لذلك، من المهم معالجة نقص الحديد في أقرب وقت ممكن.
بالإضافة إلى النظام الغذائي، يمكن أن يلعب نمط الحياة دورًا في مستويات الحديد في الجسم. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ممارسة الرياضة بانتظام إلى زيادة امتصاص الحديد. التغذية الصحية المتوازنة هي المفتاح للحفاظ على مستويات الحديد المثالية.
وفي سياق متصل، تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الشاي والقهوة مع الوجبات قد يقلل من امتصاص الحديد، حيث تحتوي هذه المشروبات على مركبات التانين التي تعيق الامتصاص. لذلك، يفضل تجنب تناول هذه المشروبات مع الوجبات الرئيسية.
علاج فقر الدم يعتمد على شدة النقص وسببه. في الحالات الخفيفة، قد يكون كافيًا اتباع نظام غذائي غني بالحديد. أما في الحالات الأكثر شدة، فقد يوصي الطبيب بتناول مكملات غذائية أو حتى حقن الحديد.
من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة قريبًا توصيات محدثة بشأن الوقاية من فقر الدم وعلاجه، مع التركيز على أهمية الفحص الدوري وتناول الأطعمة الغنية بالحديد. كما يجري حاليًا بحث حول طرق جديدة لتعزيز امتصاص الحديد في الجسم، بما في ذلك استخدام بعض الإضافات الغذائية. يجب على الأفراد المهتمين بمستويات الحديد لديهم متابعة هذه التطورات والتشاور مع أطبائهم للحصول على المشورة المناسبة.



