جائزة الشيخ تميم الدولية تضيء شعلة النزاهة بالعالم – خليجي نيوز

شهدت العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، انطلاق النسخة التاسعة من جائزة “الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد“، وذلك في إطار التزام قطر المستمر بتعزيز النزاهة والشفافية على الصعيدين الإقليمي والدولي. تهدف الجائزة إلى تكريم الأفراد والمؤسسات التي تبدي جهودًا استثنائية في مكافحة هذه الظاهرة التي تعيق التنمية المستدامة وتقوض ثقة المجتمعات.
وقد كرم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الفائزين بالجائزة في مختلف فئاتها، وهم البروفيسور نيكوس باساس والدكتورة ماريان كاميرر في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، بالإضافة إلى غلوريا بالاريس فينيولس وتاتيندا تشيتاغو وأنديسوا ماتيكينكا في فئة الابتكار والصحافة الاستقصائية. كما تم تكريم مار نيانغ ومطيع الله ويسا في فئة إبداع الشباب وتفاعلهم، ودراغو كاس والدكتورة أوبياغيلي إيزكويسيلي في فئة إنجاز العمر والإنجاز المتميز.
أهمية مكافحة الفساد وتأثيرها على التنمية
تعتبر مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث أن الفساد يؤدي إلى هدر الموارد العامة، وتراجع الاستثمار، وتدهور الخدمات، وزيادة الفقر وعدم المساواة. وتؤكد الأمم المتحدة على أن مكافحة الفساد ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي ضرورة أخلاقية واجتماعية لضمان مستقبل أفضل للجميع.
وقال جون براندولينو نائب الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إن حفل توزيع الجوائز يمثل فرصة لتكريم الشخصيات التي أظهرت شجاعة وإبداعًا في مواجهة الفساد، مشيرًا إلى أن خبراتهم يمكن أن تساهم في تطوير حلول مبتكرة لتحديات مماثلة في دول أخرى. وأضاف أن التزام هؤلاء الفائزين يشكل مصدر إلهام للآخرين لمواصلة العمل من أجل تعزيز قيم النزاهة والمساءلة.
الفساد والإرهاب: علاقة معقدة
وفي سياق متصل، سلط ألكسندر زويف نائب الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب الضوء على العلاقة الوثيقة بين الفساد والإرهاب. وأوضح أن الإرهاب غالبًا ما يتغذى على الجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع والفساد، مما يؤدي إلى تقويض الأمن والاستقرار في العديد من المناطق حول العالم. ويشكل الفساد بيئة خصبة لتجنيد الإرهابيين وتسهيل عملياتهم.
دور الجائزة في تعزيز الشفافية والمساءلة
تعتبر جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في جميع القطاعات. ومن خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال، تسعى الجائزة إلى تشجيع الدول والمؤسسات على تبني سياسات وإجراءات فعالة لمنع الفساد ومكافحته. كما تساهم الجائزة في بناء قدرات الأفراد والمؤسسات العاملة في مجال مكافحة الفساد.
وأشار الدكتور علي بن فطيس المري، رئيس اللجنة العليا للجائزة، إلى أن الجائزة تمثل تجسيدًا لالتزام دولة قطر بالشراكة مع الأمم المتحدة ودعم الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة، والذي يتعلق ببناء مؤسسات قوية وتعزيز سيادة القانون. وأضاف أن الجائزة نجحت على مدى السنوات العشر الماضية في إحداث تأثير إيجابي في العديد من الدول، وأنها ستواصل جهودها من أجل عالم أكثر نزاهة وعدالة.
وتشمل أهداف الجائزة أيضًا دعم الشباب وتشجيعهم على المشاركة في جهود مكافحة الفساد، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول والمؤسسات العاملة في هذا المجال. وتعتبر الجائزة منصة عالمية للحوار وتبادل الأفكار حول أفضل الطرق لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.
من المتوقع أن تعلن اللجنة العليا للجائزة عن تفاصيل الدورة العاشرة في الأشهر القليلة القادمة، مع التركيز على مجالات جديدة مثل استخدام التكنولوجيا في مكافحة الفساد، ودور القطاع الخاص في تعزيز النزاهة والشفافية. وستستمر الجائزة في البحث عن نماذج ملهمة من جميع أنحاء العالم، وتكريم الجهود المتميزة في هذا المجال الحيوي.



