أخر الأخبار

الكاتب محمد جميل محمد حسن

حين تتحول العادات إلى اقتصاد.. الكاتب محمد جميل محمد حسن بين ثقافات الشعوب وقمم الاقتصاد العالمي

في زمن تتقاطع فيه العادات والتقاليد مع مسارات الاقتصاد، يبرز اسم الكاتب محمد جميل محمد حسن كأحد المؤلفين والباحثين العرب الذين منحوا مفهوم التسويق بعدًا جديدًا، يتجاوز الأرقام والجداول ليصل إلى جوهر الإنسان وثقافته. يرى الكاتب أن فهم الشعوب يبدأ من احترام تاريخها وعاداتها، وأن هذا الفهم ليس رفاهية معرفية، بل أداة استراتيجية لتأسيس علاقات اقتصادية وسياحية ناجحة.

برؤية تمتزج فيها الثقافة بالاقتصاد، استطاع الكاتب محمد جميل محمد حسن أن يقدّم نموذجًا للباحث العربي القادر على الربط بين التنوع الثقافي والنمو الاقتصادي، مستفيدًا من رحلاته ودراساته الأكاديمية وخبراته الدولية.

عادات حول العالم.. جواز سفر إلى قلوب الشعوب

في كتابه “عادات حول العالم”، يصحب الكاتب محمد جميل محمد حسن القارئ في رحلة تمتد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، كاشفًا أسرار العادات التي تميّز كل شعب، وكيف تنعكس هذه الممارسات على أسلوب حياتهم وطريقة تفاعلهم مع الآخرين. لا يكتفي الكتاب بوصف الطقوس والمظاهر الخارجية، بل يغوص في جذورها التاريخية والاجتماعية، موضحًا كيف أن فهم هذه التفاصيل يفتح أبواب التواصل الناجح، سواء في السياحة أو التجارة أو حتى في العلاقات الدبلوماسية.

من مهرجانات اليابان المبهرة، إلى طقوس القهوة العربية التي تحمل رسائل الكرم، ومن الأسواق الشعبية في المغرب، إلى الأعياد التقليدية في أمريكا اللاتينية، يبرهن الكاتب محمد جميل محمد حسن أن العادات ليست مجرد تراث، بل هي لغة عالمية يمكن قراءتها وفهمها، ومن خلالها يمكن بناء جسور اقتصادية وثقافية. ويؤكد الكتاب أن أي نشاط اقتصادي أو تسويقي يتجاهل البعد الثقافي، مهدد بالفشل، بينما احترام الثقافة المحلية يمكن أن يحوّل أي مشروع إلى قصة نجاح.

دول فوق القمة.. السياحة والهجرة كركائز للاقتصاد العالمي

أما في كتابه “دول فوق القمة”، فيقدّم الكاتب محمد جميل محمد حسن دراسة تحليلية عن أسرار تقدم الدول الكبرى، مسلطًا الضوء على المعالم السياحية كركائز اقتصادية لا تقل أهمية عن الصناعات والتجارة.

يتناول الكتاب بالتفصيل كيف نجحت دول مثل فرنسا وإيطاليا والإمارات في تحويل مواقعها التاريخية والطبيعية إلى علامات تجارية عالمية، من برج إيفل في باريس إلى مدينة فينيسيا الإيطالية وصحراء ليوا الإماراتية. ويشرح كيف أن التخطيط السياحي الذكي يتضمن تطوير البنية التحتية، وتقديم تجارب ثقافية أصيلة، والترويج عبر الإعلام والمنصات الرقمية.

ولا يتوقف الكتاب عند السياحة، بل يتطرق إلى الهجرة والتأشيرات كأدوات اقتصادية مهمة. ويوضح الكاتب محمد جميل محمد حسن كيف أن بعض الدول وضعت سياسات للهجرة تستقطب العقول المبدعة والمهارات النادرة، مثل كندا وأستراليا، بينما طورت دول أخرى أنظمة تأشيرات سياحية ميسّرة لجذب الزوار وتحويلهم لاحقًا إلى مستثمرين أو مقيمين دائمين. بهذا المعنى، تصبح التأشيرات والسياسات الحدودية جزءًا من استراتيجية اقتصادية متكاملة، وليست مجرد إجراءات تنظيمية.

مؤلفات أخرى تثري المكتبة العربية

إلى جانب “عادات حول العالم” و”دول فوق القمة”، قدّم الكاتب محمد جميل محمد حسن أعمالًا أخرى تركت بصمتها في مجالات التسويق والفكر الاقتصادي والثقافي، منها:

“قلعة التسويق الحديث”: دليل شامل لأسس واستراتيجيات التسويق المعاصر، من جذوره التاريخية إلى أدوات العصر الرقمي، مع إبراز دور الذكاء الاصطناعي.

“رحلة في عالم التسويق”: مرجع تدريبي يجمع بين المفاهيم النظرية والجانب العملي، موجّه للمسوّقين المبتدئين والمحترفين على حد سواء.

هذه المؤلفات، رغم اختلاف موضوعاتها، تتقاطع جميعها في الرؤية التي يتبناها الكاتب، وهي أن الإنسان وثقافته هما نقطة الانطلاق لأي نشاط اقتصادي ناجح.

من أسيوط إلى العالم.. مسيرة فكرية وعملية

وُلد الكاتب محمد جميل محمد حسن عام 1995 في محافظة أسيوط، وتخرج في كلية التجارة بجامعة أسيوط عام 2017. حصل على درجة الماجستير عام 2022 عن أطروحته حول “دور التسويق الإلكتروني في تحقيق الميزة التنافسية”، ثم واصل مسيرته العلمية في روسيا حيث يعمل على نيل درجة الدكتوراه، مكتسبًا خبرات عالمية عززت من رؤيته البحثية.

رحلاته ودراساته الميدانية أتاحت له التعرف عن قرب على ثقافات متعددة، ما انعكس على أسلوبه في الكتابة والتحليل، حيث يمزج بين الدقة الأكاديمية واللمسة الإنسانية، ليخاطب القارئ العربي بلغة عصرية تربط بين المعرفة النظرية والتجربة العملية.

التسويق بعيون إنسانية وثقافية

في نظر الكاتب محمد جميل محمد حسن، التسويق ليس معادلة جامدة من الأرقام، بل هو فن فهم الناس وثقافاتهم، وبناء ثقة متبادلة بين العلامات التجارية والمجتمعات. ومن خلال كتبه، يدعو الشركات وصناع القرار إلى أن ينظروا إلى الأسواق لا كمجرد أرقام مبيعات، بل كمنظومات إنسانية متكاملة، حيث يمكن للعادات والثقافات أن تصبح أدوات قوة اقتصادية إذا أُحسن استثمارها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *