سبق صحفي خاص: حين يصبح الشفاء مهنة… لا شهادة

في وقتٍ باتت فيه الشهادات تُعلَّق على الجدران، ويتفاخر كثيرون بـ “الاعتمادات” دون أن يحملوا معها صدق التجربة أو عمق الفهم… يخرج د. هشام نوار، مؤسس TRC – مدرسة تعافي الصدمات المهنية والإنسانية، بدعوة غير معتادة.
لم يكتب ليعلن دبلومة، بل ليعلن رسالة.
لم يخاطب الباحثين عن الشهادات، بل الباحثين عن الصدق… عن مَن “مرّ من الطريق، لا مَن قرأه فقط”.
كان لنا هذا اللقاء السريع معه، لنفهم أكثر: ما الذي يجعل TRC مختلفة؟ ولماذا أصبح الصدق هو المؤهل الأعلى؟
س: دكتور هشام، لماذا لا تعلن عن برامجكم التدريبية كأي جهة أكاديمية؟
لأني لا أبيع دورات، بل أقدّم طريقًا. TRC ليست شهادة تُضاف إلى السيرة الذاتية… بل دعوة داخلية للانتماء إلى عالم من يُعالجون من الداخل، من مرّوا بالألم وتحوّلوا بسببه، لا لمجرد اجتياز اختبار نظري.
س: هناك من يسأل عن الاعتماد: “هل البرنامج معتمد؟ من أين؟” كيف ترد على ذلك؟
نعم، نقدم اعتمادًا دوليًا من هيئات قوية… لكننا نؤمن أن الاعتماد الحقيقي يُكتسب في الجلسة، في لحظة الصمت، في حضن الحكاية… في أن يشعر من أمامك أنك مررت بما يكفي لتفهمه.
س: ما الفارق بين “مدرب تعافي” تتحدثون عنه، وبين ما يُعرف بالكوتش التقليدي؟
الكوتش أحيانًا يتقن الأدوات، لكنه لا يفهم الوجع. نحن نراهن على من عاش الألم، ومن عرف كيف ينهض. لا ندرّب على أداة قبل أن نوقظ الضمير. من يتخرج من TRC لا يكون مجرد متحدث… بل إنسان حاضر، حيّ، قادر على الاحتواء الحقيقي.
س: وما هي أولى خطوات من ينضم إلى TRC؟
يبدأ من نفسه. يحرّر ماضيه، يواجه آلامه، يبني ثقته بذاته. لا نُخرج أحدًا للناس قبل أن يمر على ذاته. هذه ليست مدرسة أدوات… بل مدرسة وعي وإنسانية.
س: وماذا تقول لمن يشعر بنداء داخلي لكنه ما زال مترددًا؟
أقول له ببساطة: لو شعرت أن هذه الكلمات تخاطبك… فربما TRC اتخلقت علشانك.
ختامًا…
TRC ليست مكانًا، بل انتماء.
هي حركة خافتة الصوت، لكنها حقيقية النبض.
هنا، الشفاء لا يُباع… بل يُعاش.
والمدرب لا يُعلّم فقط… بل يشهد.
د. هشام نوار
مؤسس TRC – Trauma Recovery Coaching
صاحب رسالة لا تُدرَّس… بل تُعاش.