قراءه حول تفاقم الصراع الهندي الباكستاني بقلم المستشار محمد مصطفي البدراوي

قراءه حول تفاقم الصراع الهندي الباكستاني بقلم المستشار محمد مصطفي البدراوي أن تشتعل حرب بين بلدين يقترب عدد سكانهما من مليارى نسمة وموازنة الدفاع بهما تقترب من مائة مليار دولار ويمتلك كل منهما أسلحة نووية بجميع صورها..

صواريخ وقنابل، أى القدرة للوصول إلى أى مكان بما فيها عاصمتا البلدين.. نقول أن يشتعل صراع بهذا الشكل أمام العالم..

دون تدخل جدى وحقيقى وفعال، فنحن إذاً أمام انهيار كامل للنظام العالمى الحالى. فلا منظومة إقليمية محيطة بالبلدين قادرة على التدخل.

. ولا منظومة دولية قادرة أيضاً على التدخل.. ولا الأقطاب الدوليون والدول العظمى والكبرى مثل الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبى ولا حتى الدول الكبرى القريبة من الصراع مثل روسيا والصين راغبة فى التدخل!ما يقرب من ست حروب سابقة بين حروب كبيرة وصغيرة وبين واسعة ومحدودة، لكن ومع ذلك فلا يمكن التنبؤ بالمساحة التى يمكن أن تطولها وتصل إليها الاشتباكات الحالية..

حتى كتابة هذه السطور يدور الحديث على إسقاط خمس طائرات هندية! وهو ما يعنى توافر النية لهجمات كبيرة وشاملة وليس قصفاً على الحدود! والبيان الباكستانى عن نوعية الطائرات الهندية التى أُسقطت يظهر استخدام الهند لنوعية مقاتلات متطورة وحديثة!

وحتى الآن أيضاً – حتى كتابة المقال – تدور الأنباء عن تجاوز القتلى والجرحى من الجانبين للرقم مائة!!!الرئيس ترامب يصف الاشتباكات بـ«المخزية»، ويعرب عن «أمله» لوقفها!! دون رسالة مستقلة وخاصة متلفزة يوجهها للبلدين تطالب بوقف الأعمال وضبط النفس، ومن دون إرسال مسئول أمريكى كبير إلى البلدين مثل وزير الخارجية، ومن دون أى جهد دبلوماسى «مكوكى» يتم من الولايات المتحدة!فهل تستفيد الدول الكبرى من الصراع؟! هل التوتر مطلوب فى هذه المنطقة لإرباك روسيا والصين أو للرغبة فى بيع كميات من الأسلحة؟!كل الاحتمالات واردة، وتبقى دروس عديدة من مأساة العلاقات الهندية – الباكستانية المستمرة منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً تقريباً بعد انفصال باكستان عن الهند لأسباب عقائدية دون الاعتماد على مبدأ المواطنة.. ثم انفصال بنجلاديش عن باكستان لأسباب قومية..

ثم استمرار النزاع على إقليم كشمير، الذى يبدو أنه تُرك على وضعه الحالى ليكون مسمار جحا للدول الكبرى للعودة إلى المنطقة واستمرار التوتر بها واستمرار مبيعات السلاح، فلا نفهم كيف لم يُحسم كل هذه السنوات مصير إقليم تصل مساحته تقريباً إلى مساحة بلدين شقيقين عزيزين هما سوريا والأردن معاً دون تقرير مصير ومن دون استفتاءات ومن دون انتخابات ومن دون مفاوضات جادة؟!على كل حال..

لم يزل فى الإمكان إنقاذ الموقف.. وإنقاذ الشعبين فى البلدين – وكلاهما عزيز على الشعب المصرى – من سياسات انفعالية.

. ولم يزل الوقت متاحاً للسيطرة على اشتباكات تصنف حتى اللحظة ووفقاً لقدرات البلدين بأنها محدودة..

وقبل اتساعها بما لا يمكن التعامل معه. وبما لا يمكن نسيانه تاريخياً ويضيف آلاماً لملف مؤلم أصلاً!!على العالم أن يتحرك سريعاً وقبل فوات الأوان.. قبل فوات الأوان!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *