ساهم التسوق الإلكتروني في تغير مفهوم التسوّق، حيث انتقل التسوق من النمط التقليدي القائم على زيارة المتاجر إلى الاعتماد على التطبيقات الذكية. إلى جانب التطور المستمر للتقنيات وازدهار التطبيقات الرقمية.
في حين أصبح المستهلكون قادرين على الوصول إلى المنتجات والخدمات بسهولة كبيرة ودون الحاجة إلى التنقل بين المتاجر أو تحمل عناء الانتظار الطويل. بحسب “واس”.
فيما غير هذا التحول الإلكتروني بشكل سلوكيات المستهلكين. ما جعل التجارة الإلكترونية خيارًا مفضلًا يلبي احتياجات العصر الحديث. خاصة مع الطلب المتزايد على الراحة والمرونة. في حين أصبح التسوق الإلكتروني قادرًا على تلبية متطلبات المستهلكين سواء خلال أوقات الذروة أو المناسبات الكبرى.
مزايا التسوق الإلكتروني
فضلًا عن ذلك، تشمل التجارة الإلكترونية العديد من المزايا المهمة، أبرزها القدرة على التسوق بطريقة مرنة وسهلة. فمن خلال هاتف ذكي أو جهاز حاسوب، يمكن للمستهلك تصفح المنتجات، مقارنة الأسعار، وإتمام عمليات الشراء بسهولة فائقة، سواء كان ذلك من المنزل أو العمل أو أثناء التنقل. هذه السهولة جعلت التجارة الإلكترونية تتماشى بسلاسة مع أسلوب الحياة العصرية.
ويشار إلى أن التجارة الإلكترونية سجلت نموًا كبيرًا في أعداد السجلات خلال عام 2024؛ حيث زادت بنحو 3.472 سجلًا، بمعدل نمو سنوي قدره حوالي 10%. بلغ إجمالي السجلات حوالي 40,953 سجلًا بنهاية الربع الرابع من العام مقارنة بـ 37.481 سجلُا خلال الفترة نفسها من عام 2023.
كما توفر التجارة الإلكترونية تنوعًا واسعًا في الخيارات للمستهلكين. فيما يمكنهم الاطلاع على آلاف السلع من مختلف العلامات التجارية العالمية والمحلية. بالإضافة إلى الاستفادة من مراجعات العملاء وتجاربهم التي تسهم في اتخاذ قرارات شراء مدروسة وأكثر وعيًا. ما يعزز تجربة التسوق الإلكتروني.
فيما شهدت أيضًا هذه التجارة تطورًا هائلًا في التطبيقات والمتاجر الرقمية، ما جعل عملية التسوق الإلكتروني والشراء أكثر سهولة وكفاءة. في حين توفر المتاجر الآن خيارات دفع آمنة ومتنوعة بجانب خدمات الإرجاع والاستبدال التي تبعث المزيد من الثقة. كما توفر مجموعة متنوعة من الخيارات المتعلقة بالمقاسات والألوان والنماذج. ما يجعلها تتفوق على المتاجر التقليدية في بعض الجوانب. ويعتمد العديد من المتاجر حاليًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة التسوق وفقًا لتفضيلات وسلوكيات كل مستخدم.
الرياض في الصدارة
على صعيد المناطق، تصدرت منطقة الرياض أعلى قائمة السجلات للتجارة الإلكترونية بـ 16.8 ألف سجل، تلتها مكة المكرمة بـ 10.3 آلاف سجل، ثم المنطقة الشرقية بـ 6.5 آلاف سجل. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم التجارة الإلكترونية فوائد مهمة مثل توفير الوقت والجهد والتخفيف من الازدحام خاصة خلال المناسبات الكبرى والأعياد. ففي الماضي، كانت الأسواق المزدحمة تمثل تحديًا كبيرًا للمتسوقين، لكن اليوم يتيح التسوق عبر الإنترنت تجربة أكثر راحة وهدوءًا.
من الناحية المالية، شهدت المبيعات السنوية للتجارة الإلكترونية عبر بطاقات “مدى” نموًا بنسبة 36.1%، حيث زادت بقيمة 14.623 مليار ريال لتصل إلى 55.152 مليار ريال بنهاية الربع الرابع من عام 2024 مقارنة بـ 40.529 مليار ريال خلال نفس الفترة من العام السابق. بلغ عدد العمليات المنفذة 305 ملايين عملية، مسجلة نموًا بنسبة 29%، وذلك بزيادة قدرها نحو 68 مليون عملية مقارنةً بـ 237 مليون عملية خلال فترة المقارنة في عام 2023.
رؤية 2030
يعكس هذا النمو الإسهام المحوري للتجارة الإلكترونية في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق أحد الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030. وتعمل الجهات المعنية على تطوير البنية التحتية الرقمية، تحسين الخدمات اللوجستية، وتمكين رواد الأعمال لتوسيع نطاق إسهامات هذا القطاع الحيوي.
لم تعد التجارة الإلكترونية مجرد خيار إضافي للمستهلك؛ بل أصبحت ضرورة تمليها متطلبات الحياة الحديثة وتغيّر العادات الشرائية. مدعومة بالتقدم التقني والتحول الرقمي المستمر، تواصل التجارة الإلكترونية ترسيخ مكانتها كأحد الأعمدة الرئيسية في عالم التسوق الجديد.
الرابط المختصر :
