“بي إم دبليو” تتوقع خسارة مليار يورو بسبب الرسوم الجمركية – خليجي نيوز

توقعت شركة بي إم دبليو (BMW) الألمانية تكبد خسائر مالية كبيرة خلال عام 2025، قد تصل إلى مليار يورو. نتيجة الزيادات في التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما تأتي هذه التوقعات وسط اضطرابات في البيئة التجارية العالمية. ما ينعكس سلبًا على صناعة السيارات الفاخرة، خاصةً الشركات الألمانية التي تعتمد بشكل كبير على سلاسل التوريد الواسعة وأسواق التصدير. وفقًا لوكالة رويترز.
تهديد هوامش الأرباح
كما فرضت الولايات المتحدة تعريفات جديدة على الألومنيوم المستورد. بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية مرتفعة على السيارات الكهربائية الصينية. كما انعكست هذه السياسات التجارية على توقعات هامش الربح التشغيلي. لشركة “بي إم دبليو”. ليصبح بين 5% و7% مقارنة بـ6.3% في العام السابق. بينما من المتوقع أن تؤدي أي تعريفات إضافية تفرضها الولايات المتحدة على السيارات الأوروبية إلى زيادة الضغوط المالية على “BMW”.
مصانع الإنتاج
في سياق متصل، أوليفر زيبسي، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة BMW، أن الشركة تتوقع خسارة تصل إلى مليار يورو (1.09 مليار دولار) في أرباحها لعام 2025.
كما أرجع زيبسي هذه الخسائر إلى الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة. بالإضافة إلى رسوم الاتحاد الأوروبي المفروضة على سياراتها الكهربائية المصنعة في الصين.
وأكد أهمية مصانع الشركة في ألمانيا والولايات المتحدة. مشيرًا إلى أن مصنع سبارتنبورغ في ساوث كارولينا يعد ركيزة أساسية في استراتيجية الإنتاج والتصدير لدى BMW. ومع ذلك، حذر من أن هذه المرافق قد تواجه ارتفاعًا في تكاليف التشغيل نتيجة القيود التجارية الجديدة.
في ظل هذه التحديات، سجلت أسهم BMW تراجعًا بأكثر من 2% عقب إعلان الشركة عن توقعاتها المالية السلبية.
السوق الصينية
كما تواجه “BMW” تحديات كبيرة في السوق الصينية، حيث انخفضت أرباحها الصافية بأكثر من الثلث خلال العام الماضي. وسجلت مبيعاتها تراجعًا بنسبة 13.4% داخل الصين.
بينما يعود هذا التراجع جزئيًا إلى اشتداد المنافسة مع الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية. مثل “بي واي دي” و”شاومي”. التي تقدم سيارات كهربائية متطورة بأسعار تنافسية. ما يجعلها أكثر جاذبية للمستهلكين.
سبل مواجهة المنافسة
لمواجهة هذه التحديات، تعتزم “BMW” إطلاق سلسلة سيارات كهربائية جديدة تحت اسم “نيو كلاس” في عام 2025. في خطوة تهدف إلى تعزيز حضورها في سوق السيارات الكهربائية. خاصة مع تصاعد المنافسة من الشركات الصينية التي توسع نفوذها عالميًا، لا سيما في الأسواق الأوروبية.
ومع ذلك، قد تواجه “بي إم دبليو” تحديات إضافية بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة. والتي قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يمنح الشركات الصينية ميزة تنافسية أكبر في السوق الأوروبية.
كما دعت “BMW” الحكومة الألمانية إلى رفض قرار الاتحاد الأوروبي بشأن فرض تعريفات جمركية مرتفعة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.
وأكد أوليفر زيبسي أن هذه التعريفات قد تلحق ضررًا بالشركات الألمانية الكبرى، التي تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية، مما قد يؤدي إلى تصعيد النزاع التجاري بين الطرفين.
كما تشير التقارير إلى أن الحكومة الألمانية قد تتجه إلى الامتناع عن التصويت بدلًا من معارضة القرار بشكل مباشر، على أمل إيجاد حل تفاوضي مع بكين.
بينما من المتوقع أن يصوت الاتحاد الأوروبي قريبًا على فرض تعريفات نهائية تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية الصينية. ما قد يدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية تستهدف صادرات السيارات الأوروبية.
تداعيات الحرب التجارية
كما أدت التعريفات الجمركية الجديدة بالفعل إلى انخفاض حصة الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية الأوروبية، حيث تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر.
ومع تصاعد النزاع التجاري، من المتوقع أن تستمر التغيرات في ديناميكيات السوق العالمية. ما قد يؤثر على استراتيجيات الشركات الكبرى مثل “بي إم دبليو” و”مرسيدس بنز” و”فولكس واجن”، التي تعتمد على بيئة تجارية مستقرة للنمو.
“BMW” أمام تحديات معقدة
وتواجه “BMW” واحدة من أصعب الفترات في تاريخها الحديث، حيث تعاني من ضغوط متعددة تشمل التعريفات الجمركية المتزايدة. المنافسة الشرسة من الشركات الصينية، والتراجع في سوق السيارات الكهربائية.
مع ذلك، تسعى الشركة إلى التكيف مع هذه المتغيرات من خلال استراتيجيات جديدة تشمل إطلاق طرازات كهربائية مبتكرة. وتعزيز وجودها في الأسواق العالمية، على أمل تجاوز هذه العاصفة التجارية بأقل الخسائر الممكنة.
الرابط المختصر :