تشهد العاصمة السعودية، الرياض، طفرة عمرانية غير مسبوقة، مع تزايد عدد الأبراج وناطحات السحاب التي تعيد رسم أفق المدينة. في الوقت الحالي، يجري العمل على تشييد 100 برج جديد، باستثمارات تقدر بـ100 مليار ريال، ما يعزز من مكانة الرياض كمركز اقتصادي عالمي.
وفقًا لإحصائيات حديثة ومسؤول في شركة نايت فرانك العالمية وخبراء ورؤساء تنفيذيين لشركات تحدثوا لـ”الاقتصادية”، تضم الرياض 25 ناطحة سحاب قائمة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة المقبلة.
هذا التحول العمراني ليس مجرد تغيير في شكل المدينة، بل يحمل تأثيرات واسعة على الاقتصاد والاستثمار وسوق العقارات.
ارتفاع الطلب على الأبراج السكنية والتجارية
بحسب محمد عيتاني، الشريك ورئيس مبيعات المشاريع السكنية في شركة نايت فرانك الشرق الأوسط، يتزايد الطلب على الأبراج السكنية والمكتبية في الرياض. نتيجة لعدة عوامل، منها:
- زيادة عدد السكان المتوقع أن يصل إلى 9.5 مليون نسمة بحلول 2030.
- استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030، ما يعزز من تدفق الاستثمارات.
- توجه المطورين إلى بناء مشاريع عقارية متكاملة تضم مساحات سكنية، مكتبية وتجارية.
كما أشار عيتاني إلى أن الرياض باتت في المركز الثالث في الشرق الأوسط من حيث عدد الأبراج، وفقًا لتصنيف مجلس المباني العالية والموئل الحضري.
استثمارات ضخمة تدفع عجلة التنمية
الرياض ليست وحدها التي تشهد هذه الطفرة العقارية، حيث أطلقت المملكة مشاريع بنية تحتية وعقارية تقدر بـ1.3 تريليون دولار خلال السنوات الثمانية الماضية. وتلعب الأبراج الجديدة دورًا مهمًا في:
- جذب الشركات العالمية بفضل بيئات العمل المتطورة.
- توفير مساحات تجارية ومكتبية وفق معايير عالمية.
- تحفيز قطاعات اقتصادية مختلفة مثل السياحة، الخدمات المالية، والتكنولوجيا.
مستقبل الأبراج في الرياض
تشير التوقعات إلى أن العاصمة تواصل نهضتها العمرانية خلال العقد المقبل، مع إنشاء المزيد من الأبراج متعددة الاستخدامات. كما أن التوجه نحو الاستدامة وكفاءة الطاقة أصبح جزءًا أساسيًا من المخططات الجديدة، لضمان تحقيق نمو عمراني متوازن.
ومع زيادة الطلب على العقارات الفاخرة والمساحات المكتبية، فإن استثمارات الأبراج في الرياض ليست مجرد مبانٍ، بل جزء من استراتيجية تحويل المدينة إلى واحدة من أفضل 10 مدن في العالم بحلول 2030، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
الرابط المختصر :
