خاص| الغاز الطبيعي 2024.. الطلب العالمي يصل لمستوى قياسي وينذر بتحديات جديدة – خليجي نيوز

وصل الطلب على الغاز الطبيعي إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في عام 2024، حيث بلغ 4.21 تريليون متر مكعب. وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة.
وأوضح التقرير أن هذا الارتفاع المذهل في الطلب، والذي يأتي بعد سنوات من التقلبات في الأسواق، يعكس الأهمية المتزايدة للغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة في جميع أنحاء العالم ويعزز من دوره المركزي في الحفاظ على استقرار سوق الطاقة العالمي.
الطلب على الغاز الطبيعي والإنتاج.. توازن حرج
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2021، سجل الطلب على الغاز الطبيعي 4.12 تريليون متر مكعب، وتوقع الخبراء أن ينخفض هذا الطلب إلى 4.08 تريليون متر مكعب في عام 2022.
ومع ذلك، بدأ الطلب في العودة إلى مساره التصاعدي في عام 2023؛ حيث عاد إلى 4.12 تريليون متر مكعب.
وفي عام 2024، وصل الطلب إلى 4.21 تريليون متر مكعب، وهذا يمثل زيادة بنحو 1.18 تريليون متر مكعب مقارنةً بعام 2021.
هذه الأرقام تعكس اتجاهًا عالميًا نحو زيادة الاستهلاك في القطاعات الصناعية والكهربائية؛ ما يبرز الحاجة إلى الطاقة النظيف والمتجددة.
علاوة على ذلك، ذكر التقرير أن ربع الطلب العالمي للطاقة يعتمد على الغاز الطبيعي. وهذا يشير إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الغاز في تلبية احتياجات الطاقة المستدامة.
دور الغاز الطبيعي المسال (LNG)
وتشير التوقعات إلى أن الغاز الطبيعي المسال “LNG” سيلعب دورًا محوريًا في تلبية الطلب المتزايد على الغاز. ونظرًا للنمو المستمر في أسواق LNG، خاصة من قبل الدول الأوروبية والآسيوية، هناك طلب متزايد على البنية التحتية اللازمة لتوسيع هذه الأسواق. ألمانيا، على سبيل المثال، قامت بتعزيز قدراتها لاستيراد الغاز الطبيعي المسال كجزء من استراتيجيتها للاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي.
وتعد زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي وسيلة فاعلة للانتقال نحو طاقة أنظف؛ حيث إنها توفر بديلًا عن الفحم والنفط، الذين يعدان من أكبر مسببات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي؛ فإن الاستثمارات في الغاز الطبيعي تمثل استثمارًا في المستقبل.
وعلى الرغم من أن الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي يمهد الطريق لفرص اقتصادية كبيرة؛ إلا أن هناك أيضًا تحديات تواجه المنتجين.
حيث تعد السيطرة على التكاليف، وضمان الاستدامة البيئية، والالتزام بالمعايير الدولية لتقليل انبعاثات الكربون، عوامل رئيسة يجب أخذها في الاعتبار. بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج الشركات والدول إلى تحسين كفاءة استهلاك الغاز لضمان تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
في هذا السياق أكد الدكتور أحمد العجمي؛ أستاذ الاقتصاد والمالية العامة المساعد بجامعة فاروس بالإسكندرية. أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي قد شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2024، متجاوزًا التوقعات.
كما أوضح الدكتور “العجمي” أن هذا الارتفاع جاء متماشيًا مع معدلات النمو التي كانت سائدة قبل الأزمة الروسية الأوكرانية؛ بل وتجاوزها في بعض الحالات.
وأرجع ذلك إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي فبعد تراجع النشاط الاقتصادي العالمي بسبب جائحة كورونا، شهد العالم انتعاشًا ملحوظًا؛ ما زاد من الطلب على الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص لتلبية احتياجات الصناعة والخدمات.
كما أدى التضخم الذي ضرب الاقتصاد العالمي إلى زيادة تكاليف الإنتاج؛ ما دفع الشركات إلى زيادة إنتاجها لتعويض تلك التكاليف. وبالتالي زاد الطلب على الطاقة. في حين شهدت دول آسيا، وخاصة الصين، نموًا صناعيًا كبيرًا؛ ما زاد من الطلب على الغاز الطبيعي لتشغيل المصانع والمرافق الصناعية.
آسيا تقود الطلب العالمي وأوروبا تشهد استقرارًا
أشار الدكتور “العجمي” إلى أن منطقة آسيا كانت المحرك الرئيس لزيادة الطلب على الغاز الطبيعي في عام 2024؛ حيث ساهمت بنسبة 45 % من إجمالي الزيادة. ويعود ذلك إلى النمو الاقتصادي القوي في الصين والهند.
وعلى الرغم من التوقعات بزيادة كبيرة في الطلب على الغاز في أوروبا؛ إلا أن الواقع كان مختلفًا. فبفضل الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية لتخزين الغاز الطبيعي والتوجه نحو مصادر طاقة بديلة. استطاعت أوروبا تحقيق استقرار في استهلاكها من الغاز الطبيعي.
ويتوقع الدكتور “العجمي” أن يستمر الطلب العالمي على الغاز في الارتفاع في السنوات المقبلة. مدفوعًا بالنمو الاقتصادي المستمر في العديد من الدول، وخاصة في آسيا. ومع ذلك، فإن هذا النمو قد يواجه تحديات بسبب التغيرات المناخية والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
ويشير ارتفاع الطلب العالمي على الغاز في عام 2024 إلى أهمية هذا المصدر الحيوي في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع يطرح تحديات جديدة تتعلق بتوفير إمدادات كافية من الغاز الطبيعي. وبأسعار معقولة، مع الحفاظ على البيئة.
في حين تبرز نتائج الطلب على الغاز في عام 2024 كدليل على التحول الجذري الذي تعيشه أسواق الطاقة العالمية. وبعد الارتفاع إلى 4.21 تريليون متر مكعب، اصبح الغاز الطبيعي أحد العناصر الأساسية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية؛ ما يضعه في المقدمة في استراتيجية الطاقة العالمية. وأخيؤًا قإنه بتعزيز الاهتمام بالغاز الطبيعي المسال والاستثمار في البنية التحتية، يمكن للدول المصنعة أن تضمن تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة؛ ما يسهم في تحقيق استقرار أكبر في سوق الطاقة العالمي.
كتبت: يارا زيدان
الرابط المختصر :