الاقتصاد

لماذا بدأت الصين منافسة “ستارلينك” في “إنترنت الفضاء”؟ – خليجي نيوز

يبدو أن ساحة التنافس بين الولايات المتحدة والصين لم تعد تتسع الأرض لها، فانتقلت إلى الفضاء، بإطلاق “بكين” مؤخرًا مشروع “GW” الذي يهدف إلى إطلاق 13 ألف قمر صناعي، بحلول 2030؛ بغية صناعة شبكة “إنترنت” خاصة تنافس بها “ستار لينك” الأمريكية.

الصين و”ستارلينك”

يشار إلى أن “ستارلينك” خدمة إنترنت تمتلكها شركة “سبيس إكس” المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك. صممت في الأساس لتوصيل الإنترنت إلى المناطق المحرومة والتي يصعب وصول خدمة الإنترنت العادية إليها.

ويشمل “ستارلينك” العديد من الأقمار الصناعية التي تدور في مسار فضائي منخفض، ويتم ربطها ببعضها البعض. بهدف إنشاء شبكة قوية تسهم في توفير خدمة إنترنت جيدة.

ويحصل المستخدمون على الخدمة عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بمتلقي الخدمة. ليتصل بالإنترنت في نهاية المطاف.

وقدم إيلون ماسك، هذه الخدمة بهدف تقديم الإنترنت إلى المناطق التي تشهد حروبًا دموية أو المنكوبة. وقد ساهمت هذه الخدمة في تقديم إفادة كبيرة لأوكرانيا خلال حربها مع روسيا، ليقدم الخدمة حاليًا إلى 40 دولة حول العالم.

 

منافسة الكبار

وفي تقرير نشرته “سي إن بي سي”، تهدف “بكين” إلى منافسة شركة “سبييس إكس” التي يمتلكها إيلون ماسك. حيث تتميز الأخيرة بأن لديها ما يقرب من 7 آلاف قمر صناعي نشط في المدار، وتقدم خدماتها لنحو 5 ملايين عميل في أكثر من 100 دولة حول العالم.

وتدرس الشركة حاليًا توسيع شبكتها الفضائية لتصل إلى 42 ألف قمر صناعي. لخدمة أكبر عدد من العملاء.

وبذلك فإن الفضاء يتوقع أن يتحول إلى ساحة لصراع المنافسة الشرسة بين كبرى الدول عبر شبكات معقدة من الأقمار الصناعية. وما يميزه أنه لا يقتصر على الأمور التقنية فقط، بل يعكس صراعًا  في السيطرة بين القوى الكبرى بالمقام الأول.

الخوف الصيني

ولفت التقرير إلى نجاح “ستارلينك” في قدرتها على توفير الوصول إلى الإنترنت للأفراد بالمناطق النائية. يتيح لهم استخدام المواقع والتطبيقات بحرية.

بالتالي فإن الصين تواجه تحديًا شديد الخطورة؛ لأنها ترغب في السيطرة على ما يقدم إلى مواطنيها عبر الإنترنت.

وهنا تكمن خطورة إذا نجحت “ستارلينك” في توفير أي محتوى غير مراقب من قبل الصين. فمن الممكن بث أي أفكار تهدد التنين الصيني وتزعزع استقراره، وهذا ما دفع “بكين” إلى طرح بديل خاص بها.

بدوره، قال الدكتور أحمد بانافع؛ خبير شؤون التكنولوجيا، وأستاذ بجامعة سان هوزيه الحكومية في وادي السيليكون بكالفورنيا: إن الصين تهدف من مشروعها الوطني العملاق “GW”، في المقام الأول، دخول سباق التنافس الفضائي مع “ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك؛ لاقتناص حصتها من السيطرة والنفوذ في مجال اتصالات الفضاء.

ستارلينك

تفاصيل مشروع “GW”

وأوضح أن مشروع “GW” أو الشبكة الوطنية، يعد أحد المشروعات الصينية، التي تهدف إلى إطلاق التنين الصيني، لـ 13 ألف قمر صناعي، بحلول 2030؛ لصناعة شبكة إنترنت خاصة بها ومنافسة الولايات المتحدة.

وأضاف “بانافع” في تصريحات لـ “الاقتصاد اليوم” أن الصين تسعى في المقام الأول إلى تأمين احتياجاتها من الإنترنت. حتى لا تصبح تحت رحمة الولايات المتحدة ولحفظ صحتها من المواقع المدارية. خصوصًا أن هذه الأقمار مؤمنة بشكل كبير وتوفر خدمة إنترنت عادلة ومؤمنة ضد الاختراق.

وتابع “بانافع” أن الصين تهدف إلى توفير خدمة الإنترنت للدول النامية، خصوصًا إفريقيا؛ ما يعزز مشروع “الحزام والطريق”. كما أن المشروع له أهداف عسكرية؛ ما يثير قلق الولايات المتحدة الأمريكية.

منافسة أمريكية- صينية مشتعلة

وأكد “بانافع” أن المنافسة الأمريكية الصينية في مجال الإنترنت عبر الفضاء، لها عدة فوائد، إذ تعزز الابتكارات لتوفير خدمة جيدة وبتكلفة أقل. وأيضًا، قد تكون سلبية، نتيجة الحطام الفضائي الناتج عن التصادم بين الأقمار.

ومن جانبه، قال الدكتور حسين العُمَري؛ أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي في السيليكون فالي – كاليفورنيا:  إن هناك صراعًا مشتعلًا بين الولايات المتحدة والصين في مجال الأقمار الصناعية. فكلًا منهما يحاول فرض الهيمنة على اتصالات الفضاء، ومنها الإنترنت أحدث روافدها. ويعد مشروع الصين “Guo Wang” المعروف اختصارًا باسم “GW” أبرز هذه المحاولات.

حرب “إنترنت” خفية

وأضاف “العمري” لـ”الاقتصاد اليوم”، أن الصراع يعكس جانبًا خفيًا من صراع القوى العالمية. وهذا بدوره سيهدد أمن الكثير من الدول؛ فالصين تسعى إلى إطلاق 13 ألف قمر صناعي، ضمن مشروعها “Guo Wang” المعروف اختصارًا باسم “GW”. في محاولة منها لفرض سطوتها على الإنترنت الفضائي بالكامل، وفي الوقت نفسه منافسة “ستارلينك”.

وذكر “العامري” أن الصين تخطط لتقديم خدمة الإنترنت بأسعار تنافسية؛ عبر تقوية نفوذها في الدول النامية لتحقيق هدفين:

  1. سحب البساط من أسفل الهيمنة الأمريكية على هذه الدول.
  2. دعم مشروعها “الحزام والطريق”.

كما يتوقع أن تقدم الأقمار الصينية، خدمات بديلة للأمريكية الحالية ومنها أنظمة الـGPS والاتصالات المشفرة والأغراض العسكرية. وهذا بدوره يجعل الولايات المتحدة قلقة للغاية من هذا المشروع.

ستارلينك

خدمة بديلة

ولفت “العامري” إلى أن الصين خلال المرحلة الحالية تعمل على تطوير تقنيات تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة هذه الأقمار. وتقنيات تسهل إعادة استخدام الأقمار الصناعية القابلة للعمل. وهذا من شانه تعزيز كفاءة مشروعها. كما يضفي عليه ميزات تنافسية قوية لا يستهان بها.

كتب: مصطفى عبد الفتاح

الرابط المختصر :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى