خاص| محلل مالي: رسوم ترامب تهدد نمو اقتصاد منطقة اليورو

قال جو يارك، رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، إن منطقة اليورو تعاني حاليًا من التراجع والانكماش، معربًا عن قلقه من ففرض الولايات المتحدة، الشريك التجاري الرئيسي للاتحاد الأوروبي، رسومًا جمركية جديدة على الواردات الأوروبية.

الرسوم الجمركية

وأضاف يارك، في تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم”، أن التوقعات تشير إلى أن فرض رسوم جمركية من قبل ترامب على أوروبا. يؤدي ذلك إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا بنسبة تصل إلى 1%. كما أن حالة الضعف التي تعاني منها أوروبا تحاصر المركزي الأوروبي في اختياراته ويكون خفض الفائدة هو الخيار الوحيد.

وأشار يارك إلى أن ذلك يتزامن مع ما تشهده أوروبا حالة من عدم الاستقرار السياسي المصاحب للاقتصادي فالاقتصاد الألماني يعاني من الانكماش. كما أن فرنسا حجم دينها الفرنسي مرتفع. ايطاليا هي الأخرى بدأت أزمتها الاقتصادية تلوح في الأفق

وتوقع يارك أن يخفض المركزي الفائدة بحوالي 100 نقطة أساس في عام 2025. وذلك بهدف البعد عن دخول اوروبا منطقة الانهيار والركود الاقتصادي.

ويشهد الاقتصاد الأوروبي في المرحلة الرهنة حالة من الصعوبات التي تتفاقم في ظل أزمة ضخمة وكبيرة يعاني فيها أكبر اقتصادين في أوروبا ألمانيا وفرنسا. صاحبها حالة من التباطىء في النمو الاقتصادي وتراجع القدرة التنافسية مقارنة باقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة. في وقت تعاني فيها المنطقة من تحديات هيكلية كبيرة تحتاج إلى تدخل ومعالجة عاجلة.

وفي ظل هذا المشهد العاصف يضيف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبءً جديدًا بتهديده تطبيق رسومًا جمركية. تطال الجميع حتى الحلفاء وعلى رأسها السلع الأوروبية؛ ما يزيد من تعقيد الأمر ويصنع الأزمات.

أزمات ألمانيا وفرنسا

وأكد أن أوروبا، تشهد لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. أزمة اقتصادية متزامنة مع أزمة سياسية عميقة. حيث تعاني الدولتان الركيزتان للاقتصاد الأوروبي، فرنسا وألمانيا، من أزمات داخلية حادة. في ألمانيا، تشهد الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار أولاف شولتس انقسامات حادة دفعت إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل. وفي فرنسا، استقال رئيس الوزراء ميشيل بارنيه بعد حجب الثقة عنه، مما يزيد من حدة الأزمة السياسية. هذه الأزمات الداخلية في الدولتين الكبيرتين تشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الأوروبي. خاصة وأن نمو اقتصاديهما كان يُعتبر المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الأوروبي ككل.