من الورق إلى الشاشة: مهنة تتغير وثوابت لا تموت محمد بدران

من الورق إلى الشاشة: مهنة تتغير وثوابت لا تموتبقلم: محمد بدرانفي وقت لم تكن فيه الهواتف الذكية قد اجتاحت الحياة، كانت الصحافة الورقية ملكة المشهد الإعلامي. تعلمتُ فيها كيف تكون المعلومة مسؤولية، وكيف يكون الصدق بوصلة.

ما بين التحقيق الصحفي والمقال الافتتاحي، عرفنا أن الصحفي لا يملك رفاهية الكسل أو التسرع. كنا نراجع، نحرر، نُصدّق بالمصدر. كان العمل الصحفي يُبنى على أرض من الحقائق، لا على رمل “الترند”.

ثم دخلنا عصر الرقمنة. تغيّرت أدواتنا، تسارع الإيقاع، وظهرت مصطلحات جديدة: “تريند”، “خوارزميات”، “تفاعل”.

بعضها خدمنا، وبعضها جرّنا للسطحية، وحوّل بعض المنابر إلى ساحات للسبق لا للصدق.لكن هناك ما لا يتغير: صدق الكلمة، احترام القارئ، وضمير الصحفي.

هذه الثوابت، إن ضاعت، ضاعت المهنة.ما زلت أكتب اليوم على شاشة، لكن عيني على الحقيقة لا على عدد النقرات.في النهاية، الإعلام ليس مجرد وسيلة، بل رسالة. وكل صحفي عليه أن يختار: هل يكون ناقلًا للضوء أم مجرد انعكاس باهت له

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *