الصحة المصرية: مبادرة الرعاية لكبار السن قدمت خدمات لـ 2 مليون مواطن بعمر 65 عامًا فأكثر – خليجي نيوز

أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية عن تقديم خدمات طبية شاملة لحوالي 2 مليون مواطن مصري ممن تجاوزوا 65 عامًا، وذلك في إطار مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن. تهدف هذه المبادرة، التي انطلقت في أكتوبر 2022 وتستمر حتى نوفمبر 2025، إلى تحسين الصحة العامة لكبار السن والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة. وتأتي هذه الجهود ضمن خطة “100 مليون صحة” الأوسع نطاقًا التي أطلقها الرئيس المصري.
وتشمل المبادرة فحصًا طبيًا شاملاً للمواطنين المؤهلين في جميع أنحاء مصر، مع التركيز على الأمراض الشائعة المرتبطة بالتقدم في العمر. وقد تم تقديم هذه الخدمات بالفعل لعدد كبير من المستفيدين، مما يعكس التزام الحكومة بتوفير رعاية صحية عالية الجودة لكبار السن. وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية وطنية لتعزيز الصحة الوقائية وتقليل العبء على النظام الصحي.
أهداف مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن
تستهدف مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن تحقيق عدة أهداف رئيسية، أبرزها تحسين نوعية حياة كبار السن من خلال الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وتقديم العلاج المناسب. وفقًا لوزارة الصحة، فإن الكشف المبكر عن هذه الأمراض يزيد من فرص الشفاء ويقلل من المضاعفات الصحية المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المبادرة إلى رفع الوعي الصحي لدى كبار السن وأسرهم حول أهمية اتباع نمط حياة صحي.
الفحوصات الطبية الشاملة
تشمل الفحوصات التي تقدمها المبادرة قياس ضغط الدم، وفحص مستويات السكر في الدم، وتحليل الدهون في الدم، والكشف عن أمراض الكلى، وفحص نسبة الأنيميا، وتقييم الحالة التغذوية. وتوفر المبادرة أيضًا فحوصات متقدمة مثل رسم القلب، والموجات فوق الصوتية على البطن والكبد، وفحص النظر، وتقييم صحة الفم والأسنان. هذه الفحوصات المتكاملة تتيح للأطباء الحصول على صورة واضحة عن الحالة الصحية العامة للمستفيدين.
بالإضافة إلى الفحوصات الجسدية، تركز المبادرة أيضًا على الصحة النفسية لكبار السن. وتشمل الخدمات المقدمة استبيانات نفسية ومعرفية لتقييم أي اضطرابات نفسية أو معرفية قد تصاحب التقدم في العمر. هذا الجانب من المبادرة يعكس فهمًا متزايدًا لأهمية الصحة النفسية في الشيخوخة.
وتؤكد وزارة الصحة على أهمية المتابعة الدورية للحالات التي تم اكتشافها خلال المبادرة. ويحصل كل مستفيد على بطاقة متابعة خاصة به لتسجيل نتائج الفحوصات وتواريخ الزيارات الطبية. كما يتم إحالة الحالات التي تتطلب تدخلات طبية متقدمة إلى المستشفيات المتخصصة لتلقي العلاج اللازم. هذا النظام يضمن استمرارية الرعاية الصحية للمستفيدين.
تأتي هذه المبادرة في سياق التحديات الديموغرافية التي تواجهها مصر، حيث يشهد المجتمع المصري زيادة في عدد كبار السن. ويتطلب ذلك توفير خدمات رعاية صحية متخصصة لتلبية احتياجات هذه الفئة المتزايدة من السكان. وتعتبر مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
وتشير التقارير إلى أن الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، تمثل السبب الرئيسي للوفاة في مصر. لذلك، فإن الكشف المبكر عن هذه الأمراض وتقديم العلاج المناسب يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة وزيادة متوسط العمر المتوقع. وتعتبر مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن جزءًا من جهود أوسع نطاقًا للحد من انتشار الأمراض المزمنة في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير الرعاية الصحية لكبار السن له آثار إيجابية على المجتمع ككل. فكلما كان كبار السن أكثر صحة وإنتاجية، كلما قل العبء على الأجيال الشابة. كما أن كبار السن يتمتعون بخبرات ومعارف قيمة يمكن أن يستفيد منها المجتمع. لذلك، فإن الاستثمار في صحة كبار السن هو استثمار في مستقبل مصر.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة في تنفيذ مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن وفقًا للخطة الموضوعة، مع التركيز على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين. ومع ذلك، قد تواجه المبادرة بعض التحديات، مثل نقص الموارد البشرية والمالية، وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية. ومن المهم مراقبة هذه التحديات والعمل على إيجاد حلول لها لضمان نجاح المبادرة.
وفي الختام، تمثل مبادرة الرعاية الصحية لكبار السن خطوة هامة نحو توفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة لكبار السن في مصر. ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تحسين الصحة العامة لهذه الفئة الهامة من المجتمع، وتقليل العبء على النظام الصحي. وستستمر الوزارة في تقييم المبادرة وتعديلها حسب الحاجة لضمان تحقيق أهدافها المنشودة بحلول الموعد النهائي في نوفمبر 2025.



