كاتب: غطيت الأبارتايد ومتأكد من فشل إسرائيل في إخفاء ما جرى بغزة – خليجي نيوز

يرى الكاتب والباحث الإسرائيلي دان ساغير أن محاولات إسرائيل لطمس الحقائق حول الحرب في قطاع غزة، من خلال حظر التغطية الإعلامية وتقييد وصول الصحفيين، لا تختلف عن التكتيكات التي استخدمها نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) في جنوب أفريقيا. ويؤكد ساغير أن هذه الجهود، على الرغم من شدتها، محكوم عليها بالفشل في عالم اليوم المتصل، وأن الحقيقة ستظهر في النهاية، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الإجراءات في تشكيل الرأي العام العالمي.

وأشار ساغير إلى أن هذه الممارسات لم تبدأ مع تقارير المجاعة الأخيرة، بل كانت جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتشمل هذه الاستراتيجية منع المراسلين الأجانب من دخول غزة باستثناء حالات محدودة، مع مرافقة مشددة من الجيش الإسرائيلي للحد من التغطية المستقلة.

الحرب على غزة وتحديات السيطرة على المعلومات

تأتي هذه التصريحات في سياق انتقادات متزايدة للقيود المفروضة على عمل الصحفيين في غزة، والتي أدت إلى نقص حاد في المعلومات المستقلة حول الوضع الإنساني والأمني في القطاع. وتعتمد التغطية الإعلامية بشكل كبير على التقارير الصادرة عن وكالات الأنباء الدولية والصحفيين الفلسطينيين الموجودين داخل غزة، والذين يواجهون بدورهم تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة وتوثيق الأحداث.

وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، فقد أدت هذه القيود إلى حجب معلومات حيوية عن العالم، مما يعيق جهود الإغاثة والضغط السياسي لوقف إطلاق النار. كما أثارت مخاوف بشأن المساءلة والتحقيق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان.

تشابه مع ممارسات الأبارتايد

يرى ساغير أن هناك أوجه تشابه واضحة بين الإجراءات الإسرائيلية ومحاولات نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا لإخفاء الحقائق عن العالم. ففي الثمانينيات، حظرت حكومة الأقلية البيضاء دخول الصحفيين الأجانب إلى مناطق التوتر العرقي، بحجة أن التغطية الإعلامية كانت “تؤجج المشاعر”.

وأضاف أن المتحدثين باسم نظام الأبارتايد كانوا يزعمون باستمرار أن وسائل الإعلام الأجنبية لا تقدم تغطية محايدة، وأن الهدف من القيود هو حماية الأمن القومي. لكن ساغير يؤكد أن الهدف الحقيقي كان إخفاء الممارسات القمعية عن الرأي العام الدولي.

صعوبة الرقابة في العصر الرقمي

ومع ذلك، يرى ساغير أن محاولة فرض الرقابة على المعلومات في غزة تواجه تحديات أكبر بكثير مما واجهه نظام الأبارتايد. ففي العصر الرقمي، أصبح من السهل على أي شخص لديه هاتف محمول مزود بكاميرا توثيق الأحداث ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد أدى ذلك إلى انتشار واسع للمعلومات والصور من داخل غزة، مما جعل من الصعب على إسرائيل السيطرة على السردية. بالإضافة إلى ذلك، فقد تمكنت العديد من وسائل الإعلام الدولية من إيجاد طرق للوصول إلى غزة وتغطية الأحداث، على الرغم من القيود المفروضة.

وتشير التقارير إلى أن بعض الصحفيين الفلسطينيين قد تعرضوا للاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتهم للأحداث، مما أثار إدانات واسعة النطاق من قبل منظمات حقوق الإنسان. لكن هذا لم يمنعهم من مواصلة عملهم ونشر المعلومات.

تداعيات محتملة ومستقبل التغطية الإعلامية

إن محاولات إسرائيل للسيطرة على المعلومات قد تؤدي إلى تآكل الثقة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وزيادة الاعتماد على المصادر الأخرى. كما قد تؤدي إلى تفاقم الانتقادات الدولية، وزيادة الضغط السياسي على إسرائيل لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

من المتوقع أن تستمر القيود المفروضة على عمل الصحفيين في غزة في المستقبل القريب، مما سيجعل من الصعب الحصول على معلومات دقيقة ومستقلة حول الوضع في القطاع. ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على إسرائيل لرفع هذه القيود، وضمان حرية الصحافة، وحماية الصحفيين الذين يعملون في غزة.

في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لرفع القيود المفروضة على عمل الصحفيين في غزة. لكن من المرجح أن يعتمد ذلك على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وعلى الضغوط الدولية المستمرة. ويجب مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم تأثير القيود على التغطية الإعلامية والوضع الإنساني في القطاع.

مقالات ذات صلة