إنفيديا تستحوذ على “غروك” للذكاء الاصطناعي بـ20 مليار دولار – خليجي نيوز

وافقت شركة إنفيديا على الاستحواذ على أصول شركة غروك Groq المتخصصة في تصميم رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي عالية الأداء مقابل 20 مليار دولار نقدًا. يأتي هذا الإعلان في ظل سباق محموم بين شركات التكنولوجيا الكبرى لتأمين الموارد والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه التكنولوجيا في مختلف الصناعات. الصفقة، التي تم الإعلان عنها يوم الخميس الموافق 25 ديسمبر 2025، من المتوقع أن تعزز مكانة إنفيديا الرائدة في سوق الرقائق.

أكد أليكس ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة ديستربتيف، التي قادت جولة التمويل الأخيرة لشركة غروك في سبتمبر/أيلول، أن الصفقة تمت بسرعة. وكانت غروك قد جمعت 750 مليون دولار بتقييم بلغ حوالي 6.9 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر فقط، بمشاركة مستثمرين بارزين مثل بلاك روك ونيوبرغر بيرمان، بالإضافة إلى سامسونغ وسيسكو وألتيميتر و1789 كابيتال.

توسيع قدرات إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي

تهدف هذه الخطوة إلى توسيع قدرات إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الاستدلال، وهو عملية استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة لاتخاذ القرارات أو التنبؤات. أعلنت غروك في منشور على مدونتها أنها “أبرمت اتفاقية ترخيص غير حصرية مع إنفيديا لتقنية الاستدلال الخاصة بها”، دون الكشف عن السعر. وستنضم قيادات غروك، بما في ذلك المؤسس والرئيس التنفيذي جوناثان روس، إلى إنفيديا للمساهمة في تطوير هذه التكنولوجيا.

على الرغم من الاستحواذ، ستستمر غروك في العمل كشركة مستقلة، بقيادة مديرها المالي سيمون إدواردز كرئيس تنفيذي. كما أكدت غروك أن “غروك كلاود GroqCloud ستواصل العمل دون انقطاع”، مما يشير إلى أن الشركة ستركز على تطوير خدماتها السحابية بشكل منفصل.

أكبر صفقة استحواذ في تاريخ إنفيديا

تُعد هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ لشركة إنفيديا على الإطلاق، متجاوزةً استحواذها على شركة ميلانوكس Mellanox في عام 2019 مقابل ما يقارب 7 مليارات دولار. في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بلغت قيمة السيولة النقدية والاستثمارات قصيرة الأجل لشركة إنفيديا 60.6 مليار دولار، مما يعكس قدرتها المالية القوية على إتمام هذه الصفقة الكبيرة.

تأتي هذه الخطوة في سياق استثمارات ضخمة تقوم بها شركات التكنولوجيا العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أنفقت شركات مثل ميتا وغوغل ومايكروسوفت مبالغ طائلة خلال العامين الماضيين لاستقطاب المواهب في هذا المجال من خلال اتفاقيات ترخيص متنوعة. وتشير هذه الاستثمارات إلى التنافس الشديد على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة بريد إلكتروني موجهة للموظفين، قال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، إن الاتفاقية ستُوسّع من قدرات الشركة. وأضاف هوانغ: “نعتزم دمج معالجات غروك منخفضة زمن الاستجابة في بنية مصنع الذكاء الاصطناعي من إنفيديا، مما يُوسّع نطاق المنصة لتخدم نطاقًا أوسع من تطبيقات استدلال الذكاء الاصطناعي وأعباء العمل الآنية”.

تأسست غروك عام 2016 على يد مجموعة من المهندسين السابقين، بمن فيهم روس، أحد مبتكري وحدة معالجة الموترات (TPU) التابعة لشركة غوغل. وتشتهر غروك بتطوير رقائق متخصصة في تسريع عمليات الاستدلال في نماذج اللغة الكبيرة، وهي تقنية حيوية لتطبيقات مثل معالجة اللغة الطبيعية ورؤية الكمبيوتر.

تستهدف غروك تحقيق إيرادات بقيمة 500 مليون دولار هذا العام، مدفوعة بالطلب المتزايد على رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي. وتشير التقديرات إلى أن سوق رقائق الذكاء الاصطناعي سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مما يجعل الاستثمار في هذا المجال جذابًا للشركات الكبرى.

من المتوقع أن يتم إغلاق الصفقة في الربع الأول من عام 2026، بشرط الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة. سيراقب المحللون عن كثب كيفية دمج إنفيديا لتقنية غروك في منتجاتها وخدماتها، وكيف ستؤثر هذه الخطوة على المنافسة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي. كما سيتابعون أداء غروك كلاود GroqCloud، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على نموها كشركة مستقلة.

مقالات ذات صلة