أخر الأخبار

إيمان الهدبان

إيمان الهدبان

 

حين تتحول المسؤولية إلى رسالة مؤسسية مؤثرة

في عالمٍ تتسارع فيه الإنجازات وتُقاس النجاحات بالأرقام، تبقى القيم الإنسانية هي المعيار الحقيقي للفارق بين الإدارة العابرة والقيادة المؤثرة. إيمان الهدبان واحدة من تلك الشخصيات التي لم تتعامل مع مواقع المسؤولية بوصفها ألقابًا، بل باعتبارها التزامًا طويل المدى تجاه الإنسان أولًا، وتجاه المجتمع ثانيًا.

 

ما يميز تجربتها ليس فقط ما أنجزته، بل الطريقة التي أنجزت بها، حيث جمعت بين الحس الإنساني العميق، والرؤية الإدارية الواعية، والفهم الحقيقي لمعنى بناء المؤسسات المستدامة.

 

قيادة تُبنى على الفهم لا السيطرة

 

منذ دخولها العمل المؤسسي، آمنت الهدبان بأن الإدارة لا تبدأ من المكتب، بل من فهم التفاصيل الدقيقة، والاقتراب من الواقع دون حواجز. لم تنظر إلى العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بوصفه نشاطًا إنسانيًا فقط، بل تعاملت معه كمشروع حياة متكامل، يحتاج إلى تخطيط، ومعايير، وتقييم مستمر.

 

ركزت على بناء منظومة عمل متماسكة، يكون فيها الطفل محور القرار، والأسرة شريكًا، والفريق عنصرًا فاعلًا لا مجرد منفّذ. هذا الفهم العميق انعكس مباشرة على جودة الخدمات، وعلى ثقة المجتمع بالمؤسسة التي تقودها.

 

تطوير مؤسسي قائم على رؤية تعليمية حديثة

 

لم يكن التطوير عند إيمان الهدبان ردّة فعل، بل خيارًا ثابتًا. عملت على تحديث البرامج العلاجية والتعليمية، ومواءمتها مع أحدث الأساليب العالمية، مع الحفاظ على خصوصية كل حالة وظروفها.

 

كما أولت اهتمامًا كبيرًا ببناء الكفاءات البشرية، إيمانًا منها بأن أي مؤسسة لا ترتقي إلا بفريقها، فكان التدريب المستمر، والتقييم المهني، والعمل بروح الفريق جزءًا أساسيًا من فلسفة الإدارة.

 

دور إقليمي يعكس الثقة والكفاءة

 

وفي امتداد طبيعي لمسيرتها المهنية، تم تنصيب إيمان الهدبان ممثلًا وضابط ارتباط لكلية كامبردج التعليمية البريطانية، لتشمل مهامها دول

العراق، الأردن، الكويت، وقطر.

 

ويأتي هذا الدور في إطار مسؤوليتها كنائب رئيس هيئة المديرين، بما يعكس حجم الثقة بكفاءتها وقدرتها على تمثيل مؤسسة تعليمية دولية مرموقة، وبناء جسور تعاون تعليمية وتدريبية وفق معايير أكاديمية معتمدة.

 

هذا التكليف لم يكن منصبًا تشريفيًا، بل مسؤولية تنظيمية وتنسيقية، تتطلب فهمًا دقيقًا للأنظمة التعليمية، وقدرة على التواصل المؤسسي، وإدارة العلاقات التعليمية على مستوى إقليمي.

 

حضور مهني بعيد عن الاستعراض

 

رغم اتساع نطاق تأثيرها، حافظت الهدبان على أسلوبها الهادئ في العمل، بعيدًا عن الظهور الإعلامي غير الضروري. حضورها يُعرف من خلال النتائج، لا العناوين، ومن خلال الثقة التي بنتها مع الجهات الرسمية، والمؤسسات التعليمية، والأسر التي تعاملت معها.

 

هي نموذج لقائد يترك أثره في البنية لا في الصورة، وفي الاستمرارية لا في اللحظة.

 

خلاصة التجربة

 

إيمان الهدبان تمثل نموذجًا لقيادة نسائية واعية، تجمع بين الإنسانية والاحتراف، وبين الرؤية المحلية والحضور الإقليمي. لم تصنع نجاحها بالصدفة، بل ببناء متدرج، وفهم عميق لدور المؤسسة في خدمة الإنسان.

 

وتبقى رسالتها واضحة:

أن العمل الحقيقي لا يُقاس بما يُقال عنه، بل بما يتركه من أثر مستدام في حياة الآخرين

مقالات ذات صلة