الولايات المتحدة تسحب مكملًا جنسيًا شائعًا من الأسواق.. ما القصة؟ – خليجي نيوز

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن سحب طوعي لمكمل غذائي يُعرف بـ “MR.7 SUPER 700000” بعد اكتشاف أنه يحتوي على مواد دوائية غير معلنة، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة. هذا الإجراء يأتي في إطار جهود الإدارة المستمرة لمراقبة جودة وسلامة المكملات الجنسية المتداولة في الأسواق، وحماية المستهلكين من المنتجات المضللة أو الضارة. ووفقًا للإدارة، فإن هذه المكملات قد تحتوي على مكونات خطيرة تتداخل مع الأدوية الأخرى.

المنتج، الذي تسوقه شركة StuffbyNainax LLC، تم سحبه بعد أن كشفت الاختبارات المعملية عن وجود مادتين فعالتين تستخدمان في علاج ضعف الانتصاب، وهما سيلدينافيل وتادالافيل. هذه المواد لا تذكر على ملصق المنتج، مما يعني أن المستهلكين قد يتناولونها دون علم بالمخاطر المحتملة أو التفاعلات الدوائية.

مخاطر المواد الدوائية غير المعلنة في المكملات الجنسية

تعتبر كل من سيلدينافيل وتادالافيل من مثبطات إنزيم فوسفوديستيراز من النوع الخامس (PDE-5)، وهي أدوية تتطلب وصفة طبية بسبب آثارها الجانبية المحتملة. قد تشمل هذه الآثار الصداع، وعسر الهضم، وآلام الظهر والعضلات، والدوار، وفقًا لبيان إدارة الغذاء والدواء.

تفاعلات خطيرة مع أدوية أخرى

الأمر الأكثر خطورة هو أن هذه المواد يمكن أن تتفاعل بشكل سلبي مع أدوية أخرى، خاصة تلك المستخدمة لعلاج أمراض القلب. وحذرت إدارة الغذاء والدواء بشكل خاص من أن تناول هذه المكملات مع أدوية النترات، مثل النيتروجليسرين، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، مما قد يسبب الإغماء، أو النوبات القلبية، أو حتى السكتات الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، يُنصح مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بتوخي الحذر الشديد، حيث أنهم أكثر عرضة للمضاعفات بسبب هذه التفاعلات الدوائية. يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مكملات جنسية بسبب هذه المشكلة.

وقد أشارت الإدارة إلى أنها أصدرت أكثر من 400 تحذير وقرار سحب لمثل هذه المنتجات منذ عام 2012. هذه التحذيرات تؤكد على التحديات المستمرة في تنظيم سوق المنتجات الصحية، حيث غالبًا ما يتم تسويق هذه المكملات عبر الإنترنت دون رقابة كافية.

الرقابة على المكملات الغذائية

تخضع المكملات الغذائية لمعايير تنظيمية مختلفة عن الأدوية. وفقًا لإدارة الغذاء والدواء، لا تخضع هذه المكملات لموافقة مسبقة قبل طرحها في الأسواق، ولا يتم فحصها بشكل دوري. هذا يسمح بتداول منتجات قد تكون ضارة دون إخطار مسبق للجهات الرقابية.

في هذه الحالة، لم تحدد إدارة الغذاء والدواء كيفية اكتشاف المخالفة، سواء من خلال بلاغات المستهلكين أو الفحوص المخبرية. كما أن المنتج لا يحمل أرقام تشغيل أو تواريخ انتهاء صلاحية، مما يزيد من صعوبة تتبعه والتحقق من سلامته. هذا النقص في المعلومات يعيق جهود الرقابة ويجعل من الصعب تحديد مصدر المنتج ومسؤولية الشركة.

تعتبر قضية “MR.7 SUPER 700000” بمثابة تذكير للمستهلكين بأهمية الحذر عند شراء منتجات تعزيز الصحة الجنسية. يجب عليهم دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي، والتأكد من أنه يحمل جميع المعلومات اللازمة، مثل قائمة المكونات وأرقام التشغيل وتواريخ انتهاء الصلاحية.

تتزايد المخاوف بشأن سلامة المكملات الغذائية، خاصة تلك التي يتم تسويقها عبر الإنترنت. تسعى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى تعزيز الرقابة على هذه المنتجات، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب العدد الهائل من المنتجات المتوفرة وطبيعة التسويق عبر الإنترنت. وتعتبر زيادة الوعي لدى المستهلكين خطوة حيوية لحماية الصحة العامة.

من المتوقع أن تواصل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية جهودها في مراقبة جودة وسلامة المكملات الغذائية، فيما ستدرس أيضًا إجراءات إضافية لتعزيز الرقابة على المنتجات التي يتم تسويقها عبر الإنترنت. ومن المرجح أن يتم إصدار المزيد من التحذيرات وقرارات السحب في المستقبل، خاصة مع ازدياد شعبية هذه المنتجات. يجب على المستهلكين البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات والتحذيرات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء.

مقالات ذات صلة