الانتقالي الجنوبي: نثمن جهود التحالف ومنفتحون على أي ترتيبات – خليجي نيوز

تصاعدت التوترات في جنوب اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، مع مطالبات متزايدة من قبل دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات بإنهاء التصعيد وسحب القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة. وتأتي هذه التطورات في ظل جهود إقليمية ودولية مستمرة لإحلال السلام والاستقرار في اليمن، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وحدة الأراضي اليمنية. يمثل هذا التصعيد تحديًا جديدًا لعملية السلام الهشة، ويضع ضغوطًا إضافية على الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل.

المجلس الانتقالي الجنوبي وجهود خفض التصعيد

أكد المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن اليوم السبت، أنه يثمن جهود دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات لمعالجة الخلافات القائمة، معربًا عن انفتاحه على أي ترتيبات تضمن، وفقًا لبيان صادر عنه، “حماية الجنوب واستقراره، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه”. جاء هذا البيان بعد دعوات متكررة من الرياض وأبوظبي لتهدئة الأوضاع وسحب القوات من المناطق المتنازع عليها.

واستهلت القيادة التنفيذية العليا للمجلس اجتماعها الدوري اليوم بمناقشة التطورات العسكرية والسياسية المتعلقة بالجنوب، بالإضافة إلى بعض الجوانب الخدمية، وفقًا للبيان.

مطالبات دولية وإقليمية بالتهدئة

من جهته، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى خفض التصعيد في حضرموت والمهرة، مؤكدًا أهمية جهود الوساطة الإقليمية. وتأتي هذه الدعوة في سياق الجهود الدولية الرامية إلى منع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتجنب المزيد من التصعيد العسكري.

في الوقت نفسه، حث وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان المجلس الانتقالي الجنوبي على إنهاء التصعيد وسحب قواته من معسكرات حضرموت والمهرة. وأضاف أن القضية الجنوبية ستظل جزءًا من أي حل سياسي شامل، ولن يتم تجاهلها أو تهميشها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، بأن أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود خفض التصعيد سيتم التعامل معها بهدف حماية المدنيين. وأوضح أن هذه الإجراءات تهدف إلى خروج قوات المجلس الانتقالي وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

التصعيد الأخير وتداعياته على عملية السلام

يأتي هذا التصعيد بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق في حضرموت والمهرة مطلع هذا الشهر. وقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن هذه التحركات العسكرية تمت دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي اليمني أو التنسيق مع تحالف دعم الشرعية.

وتعول السعودية على مبادرة المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد وسحب قواته “بشكل عاجل” من المحافظتين الشرقيتين.

في المقابل، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي التزامه بالشراكة مع دول التحالف العربي في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، بعد أن أفادت وسائل إعلام تابعة له عن قصف نفذه سلاح الجو السعودي على مواقع تابعة له في حضرموت.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، قد طلب من قوات التحالف اتخاذ تدابير عسكرية لحماية المدنيين في حضرموت ومساندة القوات المسلحة في فرض التهدئة.

تعتبر قضية الجنوب من القضايا المعقدة في اليمن، حيث يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بمزيد من الحكم الذاتي أو الاستقلال الكامل. وتشكل هذه المطالبات تحديًا لجهود تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

الوضع الإنساني والآثار المحتملة

يثير التصعيد الأخير مخاوف بشأن الوضع الإنساني في اليمن، الذي يعاني بالفعل من أزمة حادة. قد يؤدي استمرار القتال إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان، وزيادة أعداد النازحين، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية.

تعتبر حضرموت والمهرة من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط. قد يؤدي استمرار عدم الاستقرار في هذه المناطق إلى تعطيل إنتاج النفط، وتأثير سلبي على الاقتصاد اليمني.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية والإقليمية خلال الأيام القادمة للضغط على الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي. من بين السيناريوهات المحتملة، استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، أو التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة والثروة. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق السلام، بما في ذلك الخلافات حول مستقبل الجنوب، وتقاسم السلطة، والأمن.

سيراقب المراقبون عن كثب تطورات الأوضاع في حضرموت والمهرة، وردود فعل الأطراف اليمنية على الدعوات الدولية والإقليمية لخفض التصعيد. كما سيتابعون أي مبادرات جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

مقالات ذات صلة