عائشة الشحي… مهندسة إماراتية تصوغ ملامح مستقبل الروبوتات

بمسيرة علمية تتقد جرأة ورؤية، تواصل الإمارات ترسيخ حضورها في ميادين الابتكار العالمي من خلال نماذج شابة أثبتت قدرتها على صناعة مستقبل التكنولوجيا، وفي مقدمة هذه النماذج تبرز المهندسة الإماراتية عائشة الشحي، الفائزة بجائزة 2025 لبرنامج الباحثات الصاعدات، والتي تقدم رؤية متقدمة للروبوتات المستوحاة من الطبيعة، والقادرة على العمل بكفاءة في البيئات المعقدة.

وتعمل الشحي، المتخصصة في الهندسة الميكانيكية، على تصميم نماذج روبوتية مرنة وهجينة، مستوحاة من ديناميكيات الكائنات الحية، وقادرة على المناورة الدقيقة داخل المساحات الضيقة، ويعد مشروعها الحالي أحد أبرز المشاريع البحثية في المنطقة؛ ذراع روبوتية رفيعة شبيهة بحركة الثعبان، مصممة خصيصًا لفحص وصيانة محركات الطائرات من الداخل، حيث تشكل هذه المهام أحد أكثر تحديات قطاع الطيران دقةً وحساسية.

وتتميز الذراع الجديدة بدمج عناصر صلبة تمنح القوة، وأخرى مرنة تمنح السلاسة، عبر نظام ميكانيكي يعتمد على كابل واحد فقط، في تبسيط عبقري يخفض احتمالات الأعطال ويرفع كفاءة التحكم، ما يفتح الباب أمام تطبيقات واسعة في الصناعات الحيوية.

ويستند هذا المشروع إلى خبرة عائشة في مشروعها السابق «ترايدنت»، وهو روبوت بحري هجين متعدد الوظائف قادر على التكيف مع البيئات المائية القاسية، والذي أسس قاعدة معرفية قوية قادتها إلى مستوى أكثر تقدماً من التصميم الحيوي والروبوتات المتكيفة.

ولا تتوقف أبحاث الشحي عند حدود قطاع الطيران، بل تمتد إلى تطبيقات في:
• الفضاء
• الفحص الصناعي
• الاستجابة للكوارث
• الرعاية الصحية
• البيئات الخطرة وصعبة الوصول

وتمثل إنجازاتها تجسيدًا حقيقيًا لدور المرأة الإماراتية في تشكيل مستقبل العلوم، ورسالة متجددة لمدى حضور الإمارات في ميادين التكنولوجيا المتقدمة.

وفي تعليقها على التكريم، قالت عائشة الشحي: «يمثل فوزي ببرنامج لوريال اليونسكو محطة مفصلية في رحلتي البحثية، ودافعًا لمواصلة تطوير أنظمة روبوتية مرنة وآمنة تخدم القطاعات الحيوية.. أشعر بالفخر لتمثيل بلدي الإمارات، وآمل أن يكون لهذا الإنجاز دور في إلهام الشابات لدخول عالم الهندسة والبحث العلمي وصناعة مستقبل أكثر استدامة.»

إلى جانب عائشة الشحي، كرم البرنامج نخبة من الباحثات العربيات اللواتي يقدمن إسهامات نوعية في مجالات متقدمة تمتد من الطب الحيوي والوراثة إلى الروبوتات والزراعة وعلوم الأغذية، فقد حضرت الدكتورة آيات سمير حماد، الأردنية المقيمة في قطر، بأبحاثها التي تتعمق في فهم دور الميكروبيوم في تطور السرطان وأمراض القلب والجروح المزمنة، مؤكدة أن الفوز يشكل خطوة محورية لتحويل المعرفة العلمية إلى حلول علاجية ملموسة تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المرضى.

كما شاركت الدكتورة الكويتية فاطمة بهمن بأبحاثها التي تتناول التأثير الجزيئي للدهون والعوامل البيئية في السمنة والسكري، معتبرة أن الدعم العلمي الممنوح لها هو استثمار فعلي في مستقبل الصحة العامة وفي تطوير أدوات بحثية قادرة على مواجهة تحديات العصر.

ومن مصر والإمارات برزت الدكتورة نادين حسني السعيد، التي تركز جهودها على دراسة الحمض النووي الريبوزي طويل غير المشفر ودوره في أمراض معقدة مثل هشاشة العظام والاختلالات العصبية، مؤكدة أن هذا التكريم يعزز قدرتها على تسريع خطوات تطوير علاجات مستقبلية قائمة على فهم أدق للتغيرات الجزيئية.

أما الدكتورة السعودية فاطمة عبدالحكيم، فتعمل على دراسة آليات الدفاع النباتي وكيفية استجابتها للأمراض والضغوط البيئية، موضحة أن هذا المجال يمثل مفتاحًا لبناء منظومات زراعية قادرة على التكيف وحماية الأمن الغذائي.

ومن سلطنة عُمان، حضرت الباحثة عهود الغدانية بأعمالها التي تركز على تطوير حلول تقلل فاقد ما بعد الحصاد اعتمادًا على نمذجة العناصر المحدودة، مشيرة إلى أن البرنامج منحها الفرصة لتحويل نماذجها العلمية إلى تطبيقات عملية تمس احتياجات المجتمع بشكل مباشر وتدعم استدامة المنظومات الغذائية في المنطقة.

مقالات ذات صلة