علي سعيد، فنان فلسطيني

علي سعيد، فنان فلسطيني-سوري ولد عام 1999، لم يعرف طريق الفن على الفور، لكنه صنعه بصوته وإرادته. طفولته في لبنان وسوريا كانت مليئة بالغناء على مسارح المدارس والمعاهد، حيث كان يختبر حبه للموسيقى ويكتشف شغفه الكبير بالتعبير الفني، قبل أن تتحول الحياة إلى تحدٍ حقيقي في عام 2015.

في ذلك العام، فرّ علي وعائلته من سوريا إلى لبنان هربًا من الحرب، لتبدأ رحلة مليئة بالعقبات. الحياة الجديدة لم تكن سهلة؛ العمل الشاق والظروف الصعبة أبعدته مؤقتًا عن حلمه بالغناء. ومع ذلك، لم يترك علي شغفه يموت، بل ظل يغني في المناسبات الصغيرة، يبحث عن كل فرصة لإظهار صوته وموهبته.

الانتقال إلى أوروبا شكّل نقطة تحوّل في مسيرته. هناك اكتشف قوة الإنترنت ومنصات الفيديو، وبدأ بنشر مقاطع فنية تجذب الانتباه بسرعة. خلال شهرين فقط، وصل إلى 100 ألف مشترك على يوتيوب، ما أثبت أن موهبته قادرة على كسر الحواجز والوصول إلى جمهور عالمي. هذا النجاح المبكر دفعه لإصدار أغانيه الخاصة، مستفيدًا من صوته المميز وقدرته على توصيل المشاعر بصدق.

أغانيه، مثل “بالله عودي”، “رح ترجعلي”، و”قربي عقلبي”، حظيت بانتشار واسع، وحققت أول أغنية له 30 مليون مشاهدة، إنجاز رائع لفنان شاب. تجمع أعماله بين الكلمات العاطفية والموسيقى العصرية، مما يجعلها جذابة لجمهور متعدد الثقافات ويبرز شخصيته الفنية الفريدة.

علي سعيد يصف نفسه بمقولة “هويتان بشخصية واحدة”: جانب فني محترف في أغانيه، وجانب مختلف في محتواه الرقمي يظهر مرونته وعمق شخصيته. هذا التوازن يمنحه تميزًا بين الفنانين الشباب ويعكس خبرته الحياتية والفنية.

مسيرته هي دليل حي على قدرة الفنان على تحويل الصعوبات إلى فرص. من النزوح والظروف القاسية إلى الشهرة العالمية، يواصل علي بناء قصة نجاح ملهمة، مؤكدًا أن الموهبة والمثابرة يمكن أن تتجاوز كل القيود، وتجعل الحلم حقيقة ملموسة.