مسؤول أميركي: نتنياهو يرى أشباحا في كل مكان – خليجي نيوز

أعرب مسؤولان أمريكيان رفيعا المستوى عن قلقهم المتزايد بشأن الغارات الإسرائيلية المتكررة في سوريا، معتبرين أنها تهدد بتقويض الاستقرار وتعيق الجهود الدبلوماسية المحتملة لتحقيق اتفاق أمني بين إسرائيل ودمشق. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، وتتجه فيه إدارة ترامب نحو إعادة تقييم سياستها في المنطقة، بما في ذلك العلاقات مع سوريا. هذا الخلاف بشأن الاستراتيجية يؤثر على مستقبل سوريا.
وفقًا لموقع أكسيوس، فإن المسؤولين الأمريكيين يحاولون إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف هذه العمليات العسكرية، معربين عن مخاوفهم من أن استمرارها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وتحويل الحكومة السورية الجديدة إلى خصم لإسرائيل، بدلاً من فتح قنوات للحوار المحتمل. ويرى المسؤولون أن سوريا الحالية تختلف بشكل كبير عن لبنان في نهجها تجاه إسرائيل.
تصاعد التوترات الأمريكية الإسرائيلية حول سوريا
يأتي هذا التحذير بعد عملية إسرائيلية برية في بيت جن بريف دمشق، الجمعة الماضية، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين السوريين، وفقًا لتقارير إعلامية. وأكدت إسرائيل أنها استهدفت عناصر من “الجماعة الإسلامية” النشطة في لبنان، لكن الولايات المتحدة لم تتلق إخطارًا مسبقًا بالعملية، ولم يتم إبلاغ الجانب السوري عبر القنوات العسكرية المعتادة، وهو ما أثار استياءً في واشنطن.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن تصرفات نتنياهو غير مفيدة، خاصة بعد توجيهه بشن عمليات عسكرية عبر الحدود في عدة مناسبات مؤخرًا. ويعتقدون أن هذه العمليات تعيق الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتقويض فرص التوصل إلى اتفاق أمني قد يمهد الطريق لانضمام دمشق إلى اتفاقيات أبراهام في المستقبل.
مخاوف أمريكية من إعاقة الدبلوماسية
وقد جدد الرئيس دونالد ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، تحذيره للحكومة الإسرائيلية من التدخل في الشؤون السورية. وأكد ترامب رضاه عن أداء الرئيس السوري أحمد الشرع، ودعا إسرائيل إلى الحفاظ على حوار قوي مع سوريا، وتجنب أي إجراءات قد تعرقل التطور الإيجابي للبلاد.
وفي مكالمة هاتفية مع نتنياهو مساء الاثنين، ناقش الرئيس الأمريكي سبل تهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق، وفقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية. ويبدو أن إدارة ترامب تركز بشكل متزايد على تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال الدبلوماسية والاتفاقيات الأمنية، بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية.
من جهته، صرح الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد بأن ترامب ونتنياهو يتفقان على الهدف الأساسي المتمثل في ضمان أمن إسرائيل، ولكنهما يختلفان حول كيفية تحقيق ذلك. وأشار أبو عواد إلى أن ترامب يسعى لتقديم اتفاق أمني كإنجاز سياسي، بينما يفضل نتنياهو استخدام القوة والضغط العسكري لتحقيق أهدافه، وربما توسيع نطاق سيطرته في المستقبل القريب.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُعبر فيها الإدارة الأمريكية عن انتقاداتها للتدخلات الإسرائيلية في سوريا. ففي السابق، وصف مسؤول في البيت الأبيض تصرفات نتنياهو بأنها “جنونية”، معرباً عن قلقه من أنها قد تقوض جهود ترامب في المنطقة. وتشمل القضايا ذات الصلة، الخطط الأمريكية لخفض قواتها في المنطقة، والتركيز على مواجهة التهديدات الإيرانية، وضرورة تحقيق الاستقرار في سوريا لمنع عودة الجماعات الإرهابية.
الأوضاع الحالية تشير إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سوريا. الخطوة التالية ستكون متابعة رد فعل الحكومة الإسرائيلية على هذه التحذيرات، وكيف ستتعامل مع قضية الاتفاق الأمني المحتمل مع دمشق. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة تطورات الوضع في سوريا، وردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه التطورات. من المرجح أن يستمر هذا الملف في جذب الانتباه خلال الأسابيع والأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتغير الأولويات السياسية المحتملة.



