بسبب مماطلة الاحتلال.. أزمة الإيواء والسكن تتفاقم في قطاع غزة – خليجي نيوز

غزة – يعاني آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة من أزمة إيواء حادة، حيث اضطر العديد منهم للعيش في خيام بدائية على الأرصفة أو في مراكز إيواء مكتظة، بعد تدمير منازلهم خلال الحرب المستمرة. وتفاقمت أزمة الإيواء في غزة بشكل كبير مع استمرار القتال ونزوح المزيد من السكان، مما يضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية المتهالكة والجهود الإنسانية.
علي الضبة، أحد سكان غزة، يمثل قصة الكثيرين. بعد أن فقد منزله في بداية الحرب بسبب قربه من السياج الحدودي، تنقل بين مناطق مختلفة في القطاع، ولم يجد مكانًا آمنًا ومستقرًا. اضطر في نهاية المطاف لإقامة خيمة مؤقتة على رصيف مدرسة، بعد أن رفض أصحاب المخازن استقباله وعائلته المكونة من 11 فردًا.
تدهور أوضاع النازحين في مراكز الإيواء
لم يقتصر الأمر على الضبة، فالعديد من العائلات النازحة تواجه ظروفًا معيشية قاسية في مراكز الإيواء الرسمية وغير الرسمية. وتشير التقارير إلى أن هذه المراكز تعاني من الاكتظاظ الشديد ونقص الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية.
محمد عابد، وهو نازح آخر، يقيم مع عائلته في مبنى نقابة الموظفين، يصف الوضع بأنه “لا يطاق”. يعيش مع عشرات العائلات الأخرى في ظروف ضيقة، ويفتقرون إلى الخصوصية والراحة. ويؤكد أن المساعدات الإنسانية لا تصل إليهم بانتظام، وأنهم يضطرون للاعتماد على أنفسهم في توفير احتياجاتهم الأساسية.
الظروف المعيشية الصعبة خارج مراكز الإيواء
بالنسبة لأولئك الذين لا يجدون مكانًا في مراكز الإيواء، فإن الوضع أكثر صعوبة. يعيشون في العراء، أو في مبانٍ مهجورة، أو على الأرصفة، ويتعرضون لمخاطر الطقس والأمراض. كما أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على المساعدات الإنسانية، حيث لا يتم تضمينهم في قوائم المستفيدين.
ويواجه النازحون الذين يقيمون خارج مراكز الإيواء تحديات إضافية، مثل عدم وجود مرافق صحية، وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة، وانتشار الأمراض المعدية. كما أنهم يتعرضون للاستغلال من قبل بعض التجار، الذين يرفعون أسعار المواد الغذائية والأساسية الأخرى.
أرقام مقلقة حول أزمة الإيواء
وفقًا لمدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، فإن حوالي مليون ونصف المليون شخص (288 ألف أسرة) فقدوا منازلهم بسبب الحرب. ويقيم حوالي مليون و371 ألف شخص في مخيمات الإيواء أو في مبانٍ غير صالحة للسكن.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نقصًا حادًا في الخيام والمواد الإغاثية الأخرى. فقد تم إدخال حوالي 135 ألف خيمة إلى القطاع منذ بداية الحرب، ولكن 125 ألفًا منها (93٪) قد تهالكت وأصبحت غير صالحة للاستخدام. كما أن هناك حاجة ماسة إلى الفراش والبطانيات والمواد الغذائية والمياه النظيفة.
تعنت الاحتلال يعيق جهود الإغاثة
ويؤكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يعيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويرفض السماح بإدخال مواد البناء والمساكن المتنقلة الجاهزة. ويعتبر هذا التعنت انتهاكًا للبروتوكول الإنساني الدولي، وتفاقمًا لمعاناة السكان.
ويضيف أن الاحتلال يرفض أيضًا السماح بإدخال مواد البناء اللازمة لترميم المنازل المتضررة، مما يمنع السكان من العودة إلى ديارهم. ويشير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة، بالإضافة إلى 560 ألف شادر و2 مليون و240 ألف بطانية.
وتشير التقديرات إلى أن الوضع الإنساني في غزة سيستمر في التدهور ما لم يتم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وإعادة إعمار المنازل والبنية التحتية المتضررة. وتعتبر أزمة السكن في غزة من أبرز التحديات التي تواجه السكان، وتتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي.
من المتوقع أن تستمر الجهود الإنسانية لإيجاد حلول لأزمة الإيواء في غزة، ولكنها تعتمد بشكل كبير على رفع القيود المفروضة من قبل الاحتلال، والسماح بإدخال المساعدات والمواد اللازمة لإعادة الإعمار. وستظل أوضاع النازحين في غزة محل قلق بالغ، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حقوقهم وسلامتهم.



