الكويت تعلن عن اكتشافات أثرية تعود لأكثر من 7 آلاف سنة – خليجي نيوز

أعلن المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب في الكويت عن اكتشافات أثرية هامة في موقع “بحرة 1” بمنطقة الصبية، تعود إلى أكثر من 7 آلاف سنة. وتشمل هذه الاكتشافات أفرانًا قديمة، وتماثيل، وبقايا نباتية، وأدوات فخارية، مما يوفر نافذة فريدة على تاريخ المنطقة. هذه الاكتشافات الأثرية في الكويت تسلط الضوء على حضارات قديمة ازدهرت في شبه الجزيرة العربية.

اكتشافات “بحرة 1” الأثرية: نظرة على تاريخ الكويت القديم

يقع موقع “بحرة 1” في منطقة الصبية شمال البلاد، وهو يعتبر من أقدم وأكبر المستوطنات المعروفة في شبه الجزيرة العربية التي تعود إلى فترة ثقافة العبيد، حوالي 5700 قبل الميلاد. ووفقًا لوكالة الأنباء الكويتية، فإن الاكتشافات الأخيرة تشير إلى أن الموقع كان مأهولاً بالسكان منذ نحو 7700 سنة. هذا الاكتشاف يوسع فهمنا للتاريخ الكويتي.

تضمنت الاكتشافات أكثر من 20 فرنًا يعود عمرها إلى حوالي 7700 سنة، بالإضافة إلى نصف مجسم لطائر البومة المجنحة، وبقايا شعير محلي يعود إلى 7500 عام. كما عُثر على أواني خزفية محطمة نتيجة الحرق، ومجسمات صغيرة الحجم، ونموذج لمركب سفينة، وفخاريات خاصة بتحضير الطعام. وتشير هذه الأدوات والمخلفات إلى أن السكان المحليين كانوا يعتمدون على الزراعة والصيد والتجارة البحرية.

أهمية ثقافة العبيد

تعد ثقافة العبيد من أقدم الثقافات الفخارية في الشرق الأدنى، وقد شهدت ازدهارًا في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران. تُعرف هذه الثقافة بفخارها المميز، والذي يتميز بأشكاله الهندسية وزخارفه البسيطة. الاكتشافات في “بحرة 1” توفر دليلًا إضافيًا على انتشار هذه الثقافة عبر المنطقة.

صرح محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب، بأن التنقيب الذي أجرته بعثة بولندية ركز على التحاليل الميدانية والمختبرية. هذه التحاليل تهدف إلى الكشف عن تفاصيل الحياة اليومية في الموقع، بما في ذلك صناعة أدوات الزينة والمسوحات الرادارية الأرضية. المسوحات الرادارية كشفت عن بقايا ثقافية مدفونة قد تساعد في عمليات التنقيب المستقبلية.

تعتبر هذه الاكتشافات إضافة قيمة للمعرفة الأثرية في الكويت، وتساهم في فهم أعمق لتاريخ المنطقة وحضاراتها القديمة. وتثير هذه الاكتشافات أسئلة حول طبيعة العلاقات التجارية والثقافية بين المجتمعات المختلفة في شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة.

الخطوات المستقبلية والبحث الأثري

من المتوقع أن يستمر المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب في دعم الأبحاث والتنقيبات الأثرية في موقع “بحرة 1” والمواقع الأخرى في الكويت. كما سيتم التركيز على تحليل الاكتشافات الجديدة وتوثيقها، ونشر النتائج في المجلات العلمية المتخصصة. الجهود الأثرية المستمرة في الكويت تعتبر جزءًا أساسيًا من الحفاظ على التراث الثقافي الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط المجلس لتنظيم معارض وبرامج تثقيفية لتعريف الجمهور بهذه الاكتشافات الأثرية وأهميتها. يهدف المجلس إلى تعزيز الوعي بالتاريخ الكويتي وتشجيع السياحة الثقافية.

يبقى من الضروري مواصلة البحث والدراسة في موقع “بحرة 1” لفهم كامل لأبعاده التاريخية والثقافية. البحث عن تمويل إضافي وخبراء دوليين، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للموقع، سيكون أمرًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف. المستقبل يحمل وعودًا بمزيد من الاكتشافات التي قد تلقي الضوء على تاريخ الكويت القديم.