صقر الكاظم: لا ريادة بلا وعي.. ولا قيادة بلا نظام داخلي

صقر الكاظم: لا ريادة بلا وعي.. ولا قيادة بلا نظام داخلي
قال د صقر الكاظم إنَّ الوعي هو العملة الأولى في عالم القيادة الحديثة، مشيرًا إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يبني مؤسسة ناجحة إذا كان يعيش داخله حالة من الفوضى.
وأضاف صقر:
نحن لا نرى العالم كما هو، بل كما نحن. ما في الخارج ليس إلا انعكاسًا لما نحمله في الداخل. الاضطراب الداخلي لا يصنع وضوحًا في الرؤية، والعقل غير المرتب لا يؤسس مشروعًا ناجحًا.
الريادة تبدأ من الداخل
أوضح صقر أن كثيرًا من رواد الأعمال الشباب يعتقدون أن النجاح مرتبط بالأفكار الكبيرة أو التمويل الضخم، بينما الحقيقة، كما يقول
أن المشروع لا ينهض بفكر مشتت ولا بعقل متعب.
وأشار إلى أن القيادة الفاعلة تبدأ من إدارة الذات، فهي النسخة الأولى من إدارة المؤسسة.
ومن لا يستطيع أن يُنظّم ذاته، لا يمكنه أن يُنظّم فريقه. ومن لا يملك وعيه، لن يملك قراراته. الريادة ليست سباقًا مع السوق، بل رحلة في عمق الذات.
علم النفس يؤكد: الداخل يسبق الخارج
استشهد صقر بعدد من المفاهيم النفسية التي تربط بين الحالة الداخلية والنجاح العملي، من أبرزها نظرية الوعي الذاتي (Self-Awareness Theory) لعالِمَي النفس روبرت ويكلند وشيللي دوفال، التي توضح أن الإنسان عندما يوجّه وعيه نحو ذاته، يبدأ في ملاحظة سلوكياته وتطويرها، ما يرفع مستوى إنجازه وثقته وقدرته على اتخاذ قرارات دقيقة.
كما أشار إلى أبحاث جامعة هارفارد للأعمال التي أكدت أن القادة الأكثر وعيًا بذواتهم يحققون أداءً أفضل بنسبة 30٪ من غيرهم، وأن التنظيم النفسي الداخلي يؤثر بشكل مباشر على جودة القيادة واتزانها.
وأوضح صقر أن هذا الوعي لا يعني المبالغة في التفكير أو التحليل، بل القدرة على رؤية النفس بصدق، وفهم الدوافع قبل اتخاذ القرار.
وقال:
«الفكر غير المنضبط كالنهر بلا مجرى، قد يفيض فيغرق صاحبه. أما الوعي، فهو السدّ الذي يمنح الاتجاه ويحول الفوضى إلى طاقة».
رسالة إلى الشباب الطموح
قبل أن تبني شركتك، ابنِ نفسك. قبل أن تخلق منتجًا، أخلق اتزانك. أنت مشروعك الأول. الريادة لا تبدأ من السوق، بل من وعيك الداخلي. لا ريادة بلا وعي، ولا قيادة بلا نظام داخلي. لأن من خسر نفسه، خسر كل شيء، حتى لو ربح العالم.


