دليل شركات المقاولات للفوز بأول مشروع حكومي: استراتيجية السيد عبدالعاطي خطوة بخطوة

دليل شركات المقاولات للفوز بأول مشروع حكومي: استراتيجية السيد عبدالعاطي خطوة بخطوة

“المقاولات ليست لمن يستسلم، بل لمن يصنع الإنجاز رغم العوائق”، هذا هو الشعار الذي يرفعه  السيد عبدالعاطي، والذي يلخص رحلته الممتدة لعقود في قطاع المقاولات النابض بالحياة في المملكة العربية السعودية. اليوم، يكرّس هذا الخبير المخضرم عصارة خبرته لدعم الشركات الناشئة والطموحة، وفتح أبواب المنافسات الحكومية التي قد تبدو موصدة أمامها، وتأهيلها لتحقيق النجاح الذي تستحقه. فالحصول على أول مشروع حكومي ليس مجرد عقد، بل هو شهادة ميلاد حقيقية للشركة في السوق.
________________________________________
المرحلة الأولى: ما قبل المناقصة – بناء الأساس الصلب
قبل التفكير في تقديم أي عرض، يؤكد السيد عبدالعاطي على أن الاستعداد هو مفتاح النجاح. الدخول إلى المنافسات الحكومية دون جاهزية هو مضيعة للوقت والموارد. وتتطلب هذه الجاهزية ثلاثة أركان أساسية:
1. التأهيل والتصنيف الرسمي: الخطوة الأولى التي لا يمكن تجاوزها هي تسجيل الشركة لدى الجهات الحكومية المختصة والحصول على التصنيف المناسب. هذا التصنيف هو بمثابة “جواز السفر” الذي يسمح للشركة بدخول عالم المشاريع الحكومية، ويعكس قدرتها الفنية والمالية.
2. بناء سجل أعمال (Portfolio): لن تفوز شركة بسجل فارغ. ينصح عبدالعاطي الشركات الجديدة بالبدء في تنفيذ مشاريع أصغر في القطاع الخاص أو العمل كمقاول باطن في مشاريع أكبر. كل مشروع ناجح، مهما كان حجمه، هو سطر جديد في سيرة الشركة الذاتية، ودليل على جدارتها.
3. تأمين القدرة المالية: المشاريع الحكومية تتطلب ملاءة مالية قوية. يجب على الشركة تأمين خطابات الضمان البنكية اللازمة (الابتدائي والنهائي)، وإظهار مركز مالي قوي يثبت قدرتها على تمويل المشروع حتى صرف الدفعات.
________________________________________
المرحلة الثانية: فن العطاء – إتقان المناقصات والعقود
بعد بناء الأساس، تأتي مرحلة المنافسة الفعلية. وهنا يكشف السيد عبدالعاطي عن أسرار إعداد عرض لا يمكن رفضه:
• قراءة ما بين السطور: لا يكفي قراءة كراسة الشروط والمواصفات، بل يجب تحليلها بعمق. فهم أهداف العميل الحقيقية، وتحديد المخاطر الكامنة، والانتباه للتفاصيل الدقيقة هو ما يميز العرض الاحترافي عن غيره.
• استراتيجية التسعير الذكية: الفوز ليس دائمًا حليف السعر الأقل. يجب أن يكون السعر تنافسيًا ومبنيًا على دراسة دقيقة للتكاليف (مواد، عمالة، معدات) مع هامش ربح معقول. الأهم هو تقديم “أفضل قيمة”، من خلال عرض فني قوي يوضح كيفية تنفيذ المشروع بأعلى جودة وفي الوقت المحدد.
• إدارة العقود بذكاء: قبل التوقيع، يجب مراجعة العقد قانونيًا وفنيًا بدقة متناهية. فهم جميع البنود المتعلقة بالدفعات، والغرامات، والتغييرات المحتملة (Change Orders) يحمي الشركة من المشاكل المستقبلية.
________________________________________
المرحلة الثالثة: أعمدة التنفيذ – إثبات الجدارة على أرض الواقع
الفوز بالعقد هو البداية فقط، والتنفيذ هو الاختبار الحقيقي. يؤكد عبدالعاطي أن نجاح المشروع الأول هو أفضل تسويق للشركة للحصول على مشاريع تالية. ويعتمد هذا النجاح على إدارة متكاملة تشمل:
• إدارة جودة صارمة: تطبيق خطة لمراقبة جودة المواد والتنفيذ في كل مرحلة، وتوثيق كافة الاختبارات والفحوصات.
• إدارة سلامة لا تقبل التهاون: وضع خطط سلامة محكمة وتطبيقها بصرامة في الموقع لحماية العمال والممتلكات، فالجهات الحكومية تولي أهمية قصوى لهذا الجانب.
• إدارة مشتريات وسلسلة توريد فعالة: تأمين احتياجات المشروع من مواد ومعدات بجودة عالية وفي الوقت المناسب لمنع أي تأخير.
خاتمة: من مجد كامن إلى إنجاز دائم
يقف  السيد عبدالعاطي اليوم كمرشد وقدوة، مقدمًا خبرته العظيمة لكل من يسعى لدخول عالم المقاولات بقوة. رسالته واضحة: الصعوبات التي تواجهها الشركات الجديدة ما هي إلا مجد كامن ينتظر من يكتشفه ويحققه بالعلم والمثابرة والتخطيط السليم. إن الفوز بأول مشروع حكومي ليس نهاية الطريق، بل هو بوابة نحو بناء كيان راسخ يساهم في نهضة الوطن ويترك بصمة مشرفة في عالم البناء والتشييد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *