في عامه الـ 61 ماذا جلب السنوار لغزة؟

سيحتفل يحيى السنوار هذا العام بعيد ميلاده الـ61 ويبدو أنه حاول في العام الماضي قيادة قطاع غزة في اتجاه مختلف للتنمية الاقتصادية والاستقرار الأمني، لكن منذ يوم السبت في السابع من أكتوبر، عندما بدأ غزو الأراضي المحتلة تحت مسمى عملية طوفان الأقصى، أدرك جميع سكان قطاع غزة أن السنوار نفسه كان يخدع الجميع وجلب الكوارث والويلات للقطاع غزة لمبادرته لشن هجوم في الأراضي المحتلة.
يبدو أن السنوار وقطاع غزة نفسه ليس لديهما المصير المشترك نفسه، وهو ما يعبر عنه بالطريقة التي يحتفل بها في عام ميلاده: الدمار والأضرار وانعدام المستقبل للقطاع.
السنوار الذي يبلغ من العمر 61 عامًا هذا العام أعاد قطاع غزة وسكانه إلى الوراء أكثر من 61 عامًا بكثير، فالبنية التحتية المدمرة وعدم وجود الأموال والكثير من الإصابات والشهداء من أبناء قطاع غزة جعلت القطاع جحيم لا يُطاق ويستحيل العيش فيه.
السنوار ظن أن عيد ميلاده سيكون مع نصر ساحق ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن حدث ما دون ذلك فتوالت عليه القذائف والقنابل السوداء على حركة حماس وعلى قطاع غزة بأكمله.
ويعتقد العديد من السكان الآن أنه لكي يحتفلوا بالعام المقبل فإنهم يتوقعون قائدًا جديدًا يكون ذا خبرة سياسية أكبر وسيكون مستعدًا حقًا لقيادتهم إلى النصر الحقيقي وليس الخسارة في جميع نواحي الحياة.
يذكر أن يحيى إبراهيم السنوار القيادي في حركة حماس ورئيس المكتب السياسي لها في قطاع غزة وُلد عام 1962، وهو مؤسس جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم “مجد” المعني في الملفات الأمنية الداخلية، كإجراء تحقيقات مع عملاء إسرائيل، ليتطور فيما بعد إلى اقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.
اعتقل السنوار 3 مرات، كان أولها عام 1982، وأبقته القوات الإسرائيلية رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر.
وفي عام 1988، اعتقل السنوار للمرة الثالثة وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات. وبينما كان السنوار يقضي فترة سجنه، تعرضت دبابة الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” لقصف صاروخي من قبل حركة حماس، أوقعته رهينة بين أيدي مقاتلي حماس.
كان يطلق على شاليط “رجل الجميع”، لذا كان يتوجب على إسرائيل فعل كل ما يتوجب للإفراج عنه. وهو ما تم بالفعل، من خلال صفقة مبادلة للأسرى سمتها المقاومة “وفاء الأحرار”، وشملت الكثير من أسرى حركتي فتح وحماس، وكان من بينهم، يحيى السنوار، الذي أفرج عنه عام 2011
بعد الإفراج عن السنوار، عاد إلى مكانه قيادياً بارزاً في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي حتى تولى قيادة حماس في غزة أوائل عام 2017 الأمر الذي جعل مستقبله السياسي في مهب الريح الآن بعد أن أصبح في وضع حرج بين أبناء القطاع
فيما أدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 اسم السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”، وفي 13 فبراير/شباط 2017، انتخب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفاً لإسماعيل هنية.