الخليج

السعودية تعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران قبل أن يصبح ترامب رئيسًا

في وقت تتجه فيه الأنظار إلى العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز علاقاتها مع إيران في إطار سعيها لموازنة علاقاتها التقليدية مع الولايات المتحدة.

يشير تقرير نشرته بلومبرغ إلى أن الرياض تتطلع إلى تقوية الروابط مع طهران عبر التجارة، وقد أبدت في الأسابيع الأخيرة رغبتها في زيادة حجم التبادل التجاري مع إيران، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوترات مع الغرب وتقليص الدعم للجماعات المسلحة بالوكالة.

يأتي ذلك في أعقاب تقارب بين السعودية وإيران في مارس 2023، بوساطة صينية، حيث يسعى كل من البلدين لتوفير إيرادات إضافية لإيران التي تواجه صعوبات اقتصادية.

لكن فوز ترامب المحتمل يشكل تحديًا للمنطقة، حيث قد يعيد تنفيذ سياسات الشرق الأوسط التي طبقها في ولايته الأولى، بما في ذلك الضغط الأقصى على إيران، وهو ما يشمل الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران وفرض عقوبات شديدة عليها.

السعودية ترى أن العمل على تعزيز علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة وإيران بشكل متوازٍ يعد أمرًا حيويًا استراتيجيًا.

ويركز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على مشروع “رؤية 2030″، الذي يسعى لتحويل الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، وهو ما يتطلب الاستقرار الإقليمي وجذب الاستثمارات الخارجية.

في الوقت نفسه، لا تزال المملكة حريصة على استكمال اتفاق دفاعي استراتيجي مع الولايات المتحدة، الذي تم تعليقه بعد الهجوم الذي شنه حزب الله المدعوم من إيران على إسرائيل في أكتوبر 2023.

تعتبر السعودية تقوية العلاقات مع إيران جزءًا من سعيها لحماية أمنها الداخلي والاقتصادي، بما في ذلك التوسع في قطاع التجارة مع إيران في مجالات مثل الغذاء والطب.

وتشير التوقعات إلى أن الاتفاقات التجارية قد تمر عبر دول ثالثة مثل العراق لتجنب الانتهاك المحتمل للعقوبات الأمريكية والأوروبية على إيران.

  • نيوزويك: السعودية تريد إبرام اتفاقا تاريخيا مع إدارة ترامب لتعزيز مكانتها

في الجانب السياسي، تتهم المملكة إسرائيل بتنفيذ “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة، وقد وجهت انتقادات شديدة ضد الهجمات على إيران.

كما شاركت القوات المسلحة السعودية في تدريبات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا وعمان في بحر عمان، وهو مؤشر على استعداد المملكة لتقوية التعاون الأمني مع إيران في هذا السياق.

على الرغم من هذا التعاون السياسي والاقتصادي، تظل المملكة العربية السعودية حذرة من طهران، خصوصًا في ظل الدعم الإيراني للجماعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان.

لكن في النهاية، تسعى الرياض إلى حماية مصالحها في مواجهة أي تصعيد محتمل بين إسرائيل وإيران، خاصة مع وجود ترامب في البيت الأبيض الذي قد يعيد فرض سياسات قاسية على إيران.

تظل العلاقة بين الرياض وواشنطن معقدة، ولكن مع وجود روابط شخصية بين محمد بن سلمان وترامب، قد تساعد هذه العلاقات في تخفيف التوترات، وهو ما سيتيح للسعودية المضي قدمًا في أهدافها السياسية والاقتصادية.

وفي الوقت نفسه، تسعى السعودية إلى تعزيز دورها في المجموعة الاقتصادية الناشئة “بريكس”، التي أصبحت إيران عضوًا فيها، وهو ما يعكس توجيه المملكة لسياساتها نحو تقوية موقعها في النظام العالمي متعدد الأقطاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى