صاروخ “قاسم سليماني” ذراع إيران في عمق المواجهة مع إسرائيل – خليجي نيوز

مراسلو الجزيرة نت
طهران- كشفت إيران يوم 20 أغسطس/آب 2020 عن صاروخها الباليستي التكتيكي الموجّه وسمته “الشهيد الحاج قاسم سليماني”، الذي أنتجته منظمة الصناعات الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع، ويُعد أول نموذج إيراني يعمل بالوقود الصلب، ويتمتع بقدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة ومدى يصل إلى 1400 كيلومتر.
ويؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائينيك أن صاروخ “حاج قاسم” صمم خصيصا ليكون جزءا من إستراتيجية الردع في مواجهة إسرائيل، ويصنف ضمن “الأسلحة الموجّهة ضد الكيان الصهيوني”.
ويحمل الصاروخ اسم قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، ووحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في هجوم أميركي بالعراق في يناير/كانون الأول 2020، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
مواصفات تقنية متقدمة
يحمل الصاروخ مواصفات تقنية متقدمة تعزز من فعاليته القتالية، منها:
- الطول: 11 مترا.
- الوزن الكلي: 7 أطنان.
- وزن الرأس الحربي: 500 كيلوغرام.
- نوع الرأس: قابل للانفصال وموجه بدقة نقطوية.
- المدى: 1400 كيلومتر.
- سرعة الدخول إلى الغلاف الجوي: 12 ماخ.
- سرعة الإصابة: 5 ماخ.
- الوقود: صلب تركيبي.
- نمط الإطلاق: مائل.
- عدد الزعانف الخلفية: 8.
- القُطر: بين 85 و95 سم.
- نسبة الطول إلى القُطر: من 11.6 إلى 12.4.
ويمتاز الصاروخ “حاج قاسم” برأس حربي منخفض البصمة الرادارية، وقدرة على التوجيه حتى لحظة الاصطدام، فضلا عن تصميم يمكنه من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مما يسمح له بالانطلاق من عمق الأراضي الإيرانية مع الحفاظ على دقة الإصابة والاستقرار في أثناء التحليق.
ويحتل صاروخ “حاج قاسم” مرتبة متقدمة ضمن ترسانة إيران الصاروخية، متفوقا من حيث المدى والدقة على صواريخ “ذو الفقار” و”دزفول”، إذ يحقق ضعف المدى رغم أن طوله لا يزيد عليهما إلا بنحو 70 سم.
كما يختصر زمن التجهيز والإطلاق بفضل اعتماده على نظام إطلاق مائل، ويُرجح أن يكون له دور مستقبلي في استهداف الأقمار الصناعية ذات المدارات المنخفضة.
استخدام مباشر
وفي تطور لافت، كشفت وكالة “فارس” -نقلا عن مصادر مطلعة- عن أن الحرس الثوري الإيراني استخدم صواريخ “حاج قاسم” في الهجوم الأخير على تل أبيب، إذ استخدمت كصواريخ باليستية تكتيكية مزودة برؤوس شديدة الانفجار تعمل بالوقود الصلب.
ووفقًا لرئيس بلدية مدينة “بات يام” قرب تل أبيب، فقد أدى الهجوم إلى تضرر 61 مبنى، من بينها 6 مبان تعرضت لدمار جزئي أوصت السلطات بهدمها بالكامل.

إستراتيجية تدريجية
وفي قراءة لأسباب عدم استخدام إيران ترسانتها الكاملة منذ بداية المواجهة، قال الخبير العسكري الإيراني محمد مهدي يزدي -للجزيرة نت- إن طبيعة التصعيد الحالي تختلف جذريا عن سابقاتها، مشيرا إلى أن “ما يجري اليوم ليس تبادلا محدودا للضربات، بل هو مواجهة مفتوحة قد تمتد لأيام، وربما لأسابيع، دون إمكانية التنبؤ بحجمها”.
وأوضح يزدي أن القيادة الإيرانية تتبع إستراتيجية تدريجية في استخدام قدراتها العسكرية، وأضاف أنه “من غير المنطقي أن تظهر طهران كل أوراقها دفعة واحدة، هناك قاعدة في العمل العسكري تقول: لا تضع البيض كله في سلة واحدة”.
وأضاف أن الجيش الإيراني يختار منظومات الصواريخ المناسبة وفقا لطبيعة العمليات، مشيرا إلى أن ترسانة البلاد تضم صواريخ متنوعة مثل “حاج قاسم”، و”عماد”، و”قدر”، و”خيبر شكن”، وكل منها يستخدم حسب نوع الهدف ودرجة التهديد.
وختم يزدي بالتأكيد أن “سبب التدرج في استخدام القدرات الهجومية مرتبط بإدارة الموارد العسكرية بدقة على مدى زمني مفتوح، في ظل حرب قد تطول وتتطلب حسابات مدروسة على المستويات كافة”.