ماكرون وبن سلمان يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي
زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المملكة العربية السعودية يوم الإثنين، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالرياض.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية، وشهدت توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء، استعرض الجانبان العلاقات الثنائية والفرص المتاحة للاستثمار والتعاون المشترك، خاصة في مجالات الدفاع والطاقة والثقافة والتنقل وتنظيم الفعاليات الكبرى.
- ماكرون يزور السعودية في ديسمبر لتعزيز العلاقات في ظل التحديات الإقليمية
أكد الجانبان على ضرورة العمل معًا للتحضير لقمة الذكاء الاصطناعي المقرر عقدها في باريس فبراير المقبل، كجزء من تعزيز التعاون في المجالات التقنية والابتكار.
وناقش الطرفان الأوضاع الإقليمية، خاصة في قطاع غزة، حيث شددا على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع التركيز على إيجاد حل سياسي مبني على أساس حل الدولتين.
كما بحثا الأزمة اللبنانية، حيث دعيا إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الاستقرار والأمن.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس للبلدين، حيث يسعى الرئيس الفرنسي لتأكيد دور بلاده كشريك رئيسي في المنطقة، بينما تواصل المملكة تنفيذ خططها الطموحة لتنويع اقتصادها وتحقيق رؤيتها 2030.
من ناحية أخرى، تعكس الزيارة حرص السعودية على تعزيز العلاقات مع فرنسا في ظل تزايد التحديات الإقليمية والدولية.
رافق ماكرون في الزيارة وفد كبير من رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى، ما يشير إلى أهمية الجانب الاقتصادي في هذه الزيارة.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات ومشاريع استثمارية في مجالات الطاقة المتجددة والنقل، مع التركيز على دور الشركات الفرنسية في دعم مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة.
يمثل التعاون الثقافي والسياحي أيضًا أحد المحاور الرئيسية للزيارة، حيث تتعاون فرنسا مع السعودية في تطوير مشروع العلا، الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية.
ومن المقرر أن يزور ماكرون العلا برفقة عدد من المسؤولين الثقافيين الفرنسيين لمتابعة تقدم العمل في المشروع.
تعكس هذه الزيارة أهمية العلاقات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية في ظل التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
وبينما تسعى فرنسا لتعزيز حضورها في المنطقة من خلال هذه الشراكة، تستفيد السعودية من الخبرات الفرنسية في مجالات التنمية والتكنولوجيا والثقافة لتعزيز موقعها كمركز اقتصادي وثقافي عالمي.