الرسوم المتحركة للكبار: رحلة تعيد التوازن النفسي

الرسوم المتحركة للكبار: رحلة تعيد التوازن النفسي بقلم: الباحث اشرف سلامه في عالم يزداد تعقيدًا وضغوطًا، يبحث الكثير من الكبار عن ملاذ آمن يُعيد لهم شيئًا من براءة الطفولة وهدوئها.
هنا تبرز أفلام الكارتون ليس كوسيلة ترفيهية فحسب، بل كـعلاج نفسي غير مباشر يعيد شحن الطاقة الإيجابية ويُذكّرنا ببساطة الحياة وجمالها.
يقول خبير الارشاد النفسي المصري “احمد بدوي” انه وفقًا لدراسات في علم النفس (مثل أبحاث جامعة ساوثهامبتون 2018)، فإن استحضار ذكريات الطفولة عبر أفلام الكارتون يُقلل التوتر ويُحفز إفراز هرمون السيروتونين (هرمون السعادة)، كما يُعيد تشكيل الروابط العاطفية الإيجابية مع الماضي، مما يُشعر الفرد بالأمان العاطفي.وأضاف “بدوي” ان أحد أسباب إدمان المهرجانات المصرية هو أنها تُحفز اللوزة الدماغية (مركز الانفعالات)، مما يزيد العدوانية والتهوّر – خاصة أثناء القيادة، حيث تُظهر دراسة نُشرت في(Journal of Applied Social Psychology) أن الموسيقى الصاخبة تزيد نسبة السلوكيات الخطرة بنسبة 30%.
في حين ان أفلام الكارتون التي تعتمد على حكايات بسيطة تُعيد برمجة العقل على التفاؤل.
وأضاف “احمد بدوي” ان أغاني الكارتون الكلاسيكية (مثل “بستان الأماني” أو موسيقى “سنو وايت” ) على إيقاعات هادئة تُنظم موجات الدماغ، مما يُحسّن المزاج وفقًا لبحوث العلاج بالموسيقى.
في حديثه الأخير عن “فن تدريب الذات على الهدوء”، أكد أحمد بدوي –
الخبير المعروف في المجتمع السكندري في الإرشاد الأسري واللايف كوتشينج بــــ Coach_no.1 على عدة نقاط حيوية، اهمها ما جاء في سياق حديثه ان :”العقل كالحديقة.
. ما تزرعه فيه يحصدُه جسدك وروحك”، مشيرًا إلى أهمية اختيار المحتوى الذي نستهلكه يوميًا، سواءً موسيقى أو أفلامًا، كذلك نصح بـ”التطهير الرقمي” اليومي: مثل مشاهدة حلقة من كارتون قديم (كـ”عدنان ولينا”) بدلاً من تصفح الأخبار السلبية، وقال بالنص : “ابدأ صباحك بإيقاع بطيء..
فكلما أبطأت في البداية، أسرعت بذكاء في النهاية” وأضاف: : “الهدوء ليس رفاهية، بل ضرورة. إذا أردت أن تعيش بحكمة، ابدأ بتهذيب ما يدخل إلى عقلك وقلبك كل يوم.”
وهي إشارة لبدء اليوم بموسيقى هادئة عوضًا عن المهرجانات شديدة الصخب، وختم حديثه قائلاً: “لا تدع ضجيج العالم يغلق عنك نافذة طفولتك.. ففيها تكمن أقوى مفاتيح سلامك الداخلي.”